تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 ويرى مؤسسها حسن البنا أنّ الإسلام نظام سامٍ وشامل يجب أن يسود على الفضاء الاجتماعي الإسلامي عقيدة وعبادة ووطناً وجنسية وديناً ودولة وروحانية وعملاً وقرآناً وسيفاً.
وبهذا الهدف فهو يتصور أنه من الضروري أولاً أسلمة المجتمع من الأسفل وتجاوز جميع المدارس القانونية واللّاهوتية قبل الاستيلاء على السلطة وإنشاء الدول الإسلامية ، وهذه الدول التي تضمن سيادة الشريعة الإسلامية تنخرط تدريجياً في عملية التكامل من خلال برامج التعاون وتؤدي هذه العملية إلى إلغاء الحدود وإعلان الخلافة .
ولم يحدد مؤسس جماعة الإخوان الخلافةالمسلمين قط مبادئ وهياكل الدولة الإسلامية التي يريد تأسيسها ، لقد كان دائماً يكتفي بالشعارات والصيغ الفارغة بل والمتناقضة أحياناً ، لكنّ الآثار الموجودة هنا وهناك في كتاباته وكذلك عمله على رأس جماعة الإخوان تظهر بوضوح أنّه كان لديه ميل إلى النخبوية والهيمنة والاستبداد .
يعلن البنا بوضوح تام موقفه المضاد لعدد من المبادئ الديمقراطية أبرزها الحرية والفصل بين السياسة والدين والتعددية الحزبية والفصل بين السلطات ، ولمواجهة التحديات الداخلية والخارجية يجب على الأمّة بحسب رأيه أن يقودها قانون واحد وهو الشريعة وحزب واحد وهو الإخوان المسلمون وقائد واحد هو الخليفة .
أشارت دراسة للمركز العربي لدراسات التطرف إلى أن جماعة الإخوان المسلمين وبفضل البساطة النسبية لخطابها وحماسة أعضائها تمكنت من توسيع قاعدة دعمها بشكل كبير في مصر وأماكن أخرى في العالم العربي لكنّها فشلت في تحقيق هدفها الأساسي فى الاستيلاء على السلطة وهو شرط أساسي لإعادة تأسيس مدينة الله والحصول على الخلاص.
وقد انضم سيد قطب إلى جماعة الإخوان المسلمين خلال فترة الأزمة ، في السجن أجرى انقلاباً إيديولوجياً كانت له عواقب وخيمة على المجال السياسي والديني العربي الإسلامي فهو يعتبر أنّ العالم الذي يعيش فيه قد وقع في الجاهلية ويجب على المؤمنين الحقيقيين الذين أصبحوا الآن أقلية أن يحققوا الهجرة من خلال فصل أنفسهم روحياً وجسدياً عن المجتمعات غير المقدسة .
ويعتقد الجهاديون الذين تعززوا بمشروع البنا وخارطة طريق قطب والعقيدة الوهابية والانتصار على السوفييت أنّهم حصلوا أخيراً على الصيغة الإيديولوجية المثالية لإحياء الخلافة والعصر الذهبي للإسلام .