الاثنين، 15 يوليو 2024

واقع العلاقة بين الإخوان والتنظيمات الإسلامية
مفهوم الإخوان للدولة ترفض التنوع

بنيت علاقة جماعة الإخوان المسلمين مع الآخر على أساس إدراك الجماعة لنفسها إدراكاً ينبع من تصور يُصنف الآخر إما إلى مؤيد يقف معها أو خصم يكيد لها كيداً، وقد ارتبطت هذه العلاقة، على مدى السنوات المتعاقبة، بالمصالح الذاتية للجماعة وبالديناميات والتفاعلات بين تياراتها.

ويرتبط موقف الإخوان من الآخر بحالة الضعف أو القوة التي تعيشها الجماعة، في الحالة الأولى تلجأ إلى التحالف والتماهي معه وتتودد له، وفي حالة القوة تنكــث باتفاقاتها وتسعى للهيمنة على الآخر والسيطرة عليه؛ لأنها تؤمن بأنها يجب أن تقود العالم بأسره انطلاقاً من فكرة "أستاذية العالم" الراسخة في عقليتها.

وههنــا تطـرح ملاحظة بخصوص صورة الآخر في أدبيــات يوسف القرضاوي، إذ اتضح أن رؤاه قبل سنة 2000، كانت أقرب إلى رؤى سيد قطب، أما رؤاه بعد ذلك المنعطف، فكانت أقرب إلى رؤى حسن البنا، ومن أسباب ذلك التطورات الاستراتيجية التي مرت بالمنطقة العربية خلال هذه الحقبة.

واتسمت العلاقة بين الإخوان والآخر الإسلاموي غير المنتمي للجماعة في مصر بالتوافق الظاهري، واستفادت الجماعة منه لحشد تيارات الإسلام السياسي خلفها، بيـد أنّ الجماعة "التي لا تثق إلا بنفسها خسرت حلفاءها واحدا تلو آخر، ولم يبق معهـا إلا قلـة متشرذمة من بقايا الإسلاميين الذين دفعوا ثمناً باهظا للتحالف معها".

النصوص المؤسسة للإسلامية المتعلقة بمفهوم الإخوان للدولة ترفض التنوع، وتجنح إلى الاعتقاد بأنها - وحدها - تمتلك الحقيقة المطلقة، ومن ثم فلا يمكن لها إلَّا أن تتعارض مع القيم الأساسية للمواطنة والعيش المشترك. بل نستطيع القول إنّ اللجوء إلى العنف من طرف مَن يؤمن بتلك الأيديولوجيا ضد الآخر هو أمر مؤكد، ولا بُدَّ أن يظهر عاجلًا أو آجلًا. إذ إنّ الإسلامية رؤية شمولية سياسية حركية للدين، تعتقد أن هناك نموذجاً للحكم مُعَداً مسبقاً، يجب على المسلم تطبيقه أو اتباعه، وغير مسموح بالبحث عن نموذج آخر، بغض النظر عن وصفه بـ "إسلامي، ما دام غير نموذجهم.

السبت، 2 ديسمبر 2023

 خطورة الفكر الإخواني على المجتمعات الإسلامية
الإسلام السياسي يقوم على الفكر الإخواني

من أخطر ما فعله تنظيم الإخوان في العالم الإسلامي في العقود الماضية هو تغيير مفهوم الدين البسيط والجميل من محبة الله ومساعدة الآخرين إلى إيديولوجيا تفهم الدين بحرفية تحبط العقل والضمير ، ومن هنا بدأت خطورة الفكر الإخواني على المجتمعات المسلمة .

ويقول خبراء فى جماعات الإسلام السياسي أن الإخوان المسلمين ليسوا جماعة المسلمين لا شرعاً ولا قدراً وأنّهم ليس لهم ملك ولا سلطان فليسوا ولاة أمر المسلمين ، لافتين أن الأحزاب الدعوية مجرد دعاة إلى الله لا أمراء ولا ولاة فلا يجوز لهم طلب بيعة ولا عهد ولا سمع ولا طاعة من أحد .

ونبهت التحليلات أنه بعد أن ظهر جلياً أنّ حزب الإخوان المسلمين ليس له أيّ ولاية شرعية ولا قدرية فأن طلبهم من أتباعهم السمع والطاعة فوق ما هو من حق ولاة الأمر يدل على أنّه التزام حزبي لا انقياد شرعي .

وأشار الخبراء إلي أن مصانعة الجماعة الإرهابية للدول الأوروبية والتودد إليهم وتقديم أنفسهم على أنّهم خيار حاضر للحكم متى ما أراد الغرب إيصالهم لسدة الحكم باتت بوادره واضحة ، وأنّ دلالات هذا اللحن الحركي معلومة فلهم اجتماعات خاصة مع رؤساء الغرب وقبولهم لوزارتين في أول حكومة صنعها الأمريكان في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين معلوم .

العلماء الصادقون العارفون بحقيقة حركة الإخوان المسلمين يذكرون من لحن الحركة تعاملهم المشبوه مع اليهود وتلقيهم المساعدات المالية للقيام بعمليات إجرامية ، فضلا عن تعاون الإخوان المسلمين مع إيران التي استغلت مسارعة الجماعة إليها في اختراق مجتمعاتنا وتصدير عقيدتهم والتوطئة للهيمنة المستقبلية ومثال ذلك خروج الحوثيين على الجماعة في اليمن .

والصنيعة الإيرانية في لبنان وهي "حزب الله" مثال صارخ لحكومة الظل والاختراق على الأساس الطائفي فهي نسيج وحده لطائفة واحدة ، كما أنّ إيران لا تدعم فلسطين إلا لتهيمن عليها مستقبلاً وتصدّر عقيدتها وأحداث غزة خير برهان على ذلك .

الإخوان المسلمون وفقاً لآراء الخبراء كَفروا الولاة والشعب والوالدين وأراقوا الدماء باغتيالاتهم الفاجرة وكان واجبهم تصحيح الأخطاء والتوبة من التكفير لتبرأ ذمتهم أمام الله لكن مع الأسف تنظيم الحركة وقيادته اختاروا معاندة الحق والإصرار على الباطل .







الثلاثاء، 31 أكتوبر 2023

نشأة أيديولوجية التطرف فى فكر الإخوان
أيديولوجيات التطرف فى فكر الإخوان

تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 ويرى مؤسسها حسن البنا أنّ الإسلام نظام سامٍ وشامل يجب أن يسود على الفضاء الاجتماعي الإسلامي عقيدة وعبادة ووطناً وجنسية وديناً ودولة وروحانية وعملاً وقرآناً وسيفاً.

وبهذا الهدف فهو يتصور أنه من الضروري أولاً أسلمة المجتمع من الأسفل وتجاوز جميع المدارس القانونية واللّاهوتية قبل الاستيلاء على السلطة وإنشاء الدول الإسلامية ، وهذه الدول التي تضمن سيادة الشريعة الإسلامية تنخرط تدريجياً في عملية التكامل من خلال برامج التعاون وتؤدي هذه العملية إلى إلغاء الحدود وإعلان الخلافة .

ولم يحدد مؤسس جماعة الإخوان الخلافةالمسلمين قط مبادئ وهياكل الدولة الإسلامية التي يريد تأسيسها ، لقد كان دائماً يكتفي بالشعارات والصيغ الفارغة بل والمتناقضة أحياناً ، لكنّ الآثار الموجودة هنا وهناك في كتاباته وكذلك عمله على رأس جماعة الإخوان تظهر بوضوح أنّه كان لديه ميل إلى النخبوية والهيمنة والاستبداد .

يعلن البنا بوضوح تام موقفه المضاد لعدد من المبادئ الديمقراطية أبرزها الحرية والفصل بين السياسة والدين والتعددية الحزبية والفصل بين السلطات ، ولمواجهة التحديات الداخلية والخارجية يجب على الأمّة بحسب رأيه أن يقودها قانون واحد وهو الشريعة وحزب واحد وهو الإخوان المسلمون وقائد واحد هو الخليفة .

أشارت دراسة للمركز العربي لدراسات التطرف إلى أن جماعة الإخوان المسلمين وبفضل البساطة النسبية لخطابها وحماسة أعضائها تمكنت من توسيع قاعدة دعمها بشكل كبير في مصر وأماكن أخرى في العالم العربي لكنّها فشلت في تحقيق هدفها الأساسي فى الاستيلاء على السلطة وهو شرط أساسي لإعادة تأسيس مدينة الله والحصول على الخلاص.

وقد انضم سيد قطب إلى جماعة الإخوان المسلمين خلال فترة الأزمة ، في السجن أجرى انقلاباً إيديولوجياً كانت له عواقب وخيمة على المجال السياسي والديني العربي الإسلامي فهو يعتبر أنّ العالم الذي يعيش فيه قد وقع في الجاهلية ويجب على المؤمنين الحقيقيين الذين أصبحوا الآن أقلية أن يحققوا الهجرة من خلال فصل أنفسهم روحياً وجسدياً عن المجتمعات غير المقدسة .

ويعتقد الجهاديون الذين تعززوا بمشروع البنا وخارطة طريق قطب والعقيدة الوهابية والانتصار على السوفييت أنّهم حصلوا أخيراً على الصيغة الإيديولوجية المثالية لإحياء الخلافة والعصر الذهبي للإسلام .



الاثنين، 19 سبتمبر 2022

الإنشقاقات تضرب صفوف الإخوان
صراعات داخلية تعصف بتنظيم الإخوان

في ظل الطمع في السلطة والنفوذ دائما ما تشهد جماعة الإخوان صراعات داخلية منذ نشأتها فى عام 1928 حيث شهدت الجماعة سلسلة انشقاقات ضخمة وخاصة بعد بعد توالي الضربات العربية ضدها وبالتحديد الضربة الكبرى في مصر بانهيار التنظيم ومكتب الإرشاد والقبض على المرشد العام .

ومع توالي الخسائر في تونس والمغرب ومعظم الدول العربية زادت الصراعات التنظيمية بين أجنحة التنظيم الإرهابى في الداخل والخارج لتكمل بذلك تاريخا طويلا مع الانشقاقات والانكسارات التي أدت حتى هذه اللحظة إلى انتهائها بشكل كبير من العديد من الدول نتيجة أفعالها الإرهابية واستخدام الدم كسلاح لترهيب الدول واستقرارها .

ويرى محللون أن الانشقاقات ليست أمرا جديدًا على الإخوان حيث أعلن مجموعة من شباب الجماعة انفصالهم عن التنظيم وأطلقوا على أنفسهم "شباب محمد" وهو الانشقاق الذي كان البداية الحقيقية لميلاد الجماعات التكفيرية ، كما حدث انشقاق آخر عام 1945 على إثر واقعة تورط عبدالحكيم عابدين صهر حسن البنا في فضائح جنسية ودفاع مؤسس الجماعة عنه .

وشهدت أيضا الجماعة وفقا للتحليلات انشقاقا كان في عهد المرشد الثاني للجماعة حسن الهضيبي حيث انفصل حينها قائد النظام الخاص عبدالرحمن السندي وعدد من كبار مساعديه من التنظيم انشقاق وكان في تسعينيات القرن الماضي وبالتحديد في نهاية عهد المرشد الرابع للجماعة محمد حامد أبو النصر حيث انشق مجموعة تزيد على 100 شخص بقيادة محمد رشدي وانشقاق كان في عهد المرشد الخامس مصطفى مشهور وبالتحديد عام 1996 حيث خرج من الجماعة مجموعة كبيرة من القيادات الوسطى على رأسهم أبو العلا ماضي ومحمد عبداللطيف وصلاح عبدالكريم .

ونقلت وسائل إعلام عن طارق البشبيشي القيادي الإخواني المنشق إن الجماعة الإرهابية لها تاريخ طويل من الانقسامات والهزائم والانشقاقات وأن الجماعة الإخوانية تشهد حاليا حالة انقسام شديدة لم تشهدها من قبل الداخلية للجماعة بعد انتصار ثورة يونيو في مصر التي أطاحت بالرئيس الأسبق الراحل محمد مرسي واتخذ من تبقى من قيادات الجماعة قرارات متخبطة كانت سببا رئيسيا في الانقسامات الداخلية .

وبدأت مع تخلي الجماعة عن شبابها في الاعتصامات وتسفير الآخرين إلى صفوف الدواعش وسافر معهم آخرون في القنوات والأبواق الإعلامية الإخوانية التي تبث من الخارج وبعدها ظهرت العديد من الفضائح مع البعض لتكشف حقيقة تلك الجماعة الإرهابية التي سعت أن تدمر وتخرب في البلاد.

وأضح البشبيشي أن الأيام الحالية هي الأخيرة للجماعة التي ستظل في حالة انقسامات وانشقاقات في ظل وجود جبهتي الصراعات الداخلية في الإخوان وهي جبهة إبراهيم منير في لندن وجبهة محمود حسين من إسطنبول وهذا الصراع في الأساس هو صراع للحصول على التمويلات وصراع مصالح وليس كما يدعون للحفاظ على ذلك الكيان والتنظيم .