دفع اليأس من السلطات وخيبة الأمل في تلبية المطالب الى تجدد المسيرات الاحتجاجية للمتقاعدين في مختلف المدن الإيرانية حيث إرتدى ارباب المعاشات في مدينة السوس شمال الأهواز الأكفان احتجاجاً على التمييز والفقر والظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها .
وإلى جانب ارتداء الأكفان فقد رفع المتقاعدون في بعض المدن أطباقا فارغة ترمز إلى عدم قدرتهم على شراء أوليات الحياة المعيشية ، وذكرت مواقع إخبارية محلية أن الاحتجاجات شملت مدن أراك وأصفهان وكرج وشوش وشوشتر وكرمان والأهواز ودزفول وزنجان وساري والعاصمة طهران بسبب تجاهل الحكومة لقرار المجلس الأعلى للعمل بزيادة رواتب المتقاعدين .
وفي مدينة أراك تجمع مئات المتقاعدين أمام المحافظة الوسطى للمدينة وكانوا يرددون أغنية "لا نضطهد حياتنا بل نضحي بحياتنا من أجل الحرية" ، واحتج المتقاعدون على تدخل قوات الشرطة في المظاهرة ووصفوهم بـ"عديمي الشرف" ، أما في مدينة شوشتر جنوب البلاد فقد نظم متقاعدو هيئة الضمان الاجتماعي مسيرة أمام الهيئة ورددوا شعارات "الفاسد عارك عليك .. أترك منصبك".
كما نزل متقاعدو مدينة الشوش في محافظة خوزستان جنوب البلاد إلى الشوارع وكان بعضهم يرتدي أكفانا وساروا باتجاه مكتب محافظ المدينة ورفع المحتجون شعارات "مقاتلو الأمس جوعى اليوم" ، و"التضخم التضخم يقتل حياة الناس" ، كما شهدت مدينة الأهواز جنوب غرب البلاد احتجاجات مماثلة ورفع المتقاعدون شعارات عدة من بينها "الحكومة ترتكب الجرائم والبرلمان يدعمها" و"البرلمان والحكومة ضد الأمة".
إلى ذلك انضم متقاعدو أصفهان إلى الاحتجاجات وكذلك في محافظة زنجان شمال غرب البلاد ، كما خرج متقاعدو محافظة كرمان في احتجاجات أمام هيئة الضمان في المحافظة وكذلك فعل متقاعدو مدينة ساري في محافظة مازندران شمال البلاد أمام مكتب محافظ المدينة واحتجوا تحت شعار "نقاتل ونموت ولا نقبل الإذلال".
وفي مدينة كرج غرب طهران تجمع المتظاهرون أمام دائرة الضمان الاجتماعي بهذه المدينة وطالبوا بتنفيذ قرارات المجلس الأعلى للعمل واحتج المتقاعدون على عدم تنفيذ القرارات المتعلقة بزيادة الرواتب وأطلقوا شعارات "رئيسي وعودك كاذبة" .
وكان المجلس الأعلى للعمل قد نظر في زيادة رواتب المتقاعدين بنسبة 38%، لكن الحكومة الإيرانية قررت النظر فقط في زيادة رواتب متقاعدي الضمان الاجتماعي بنسبة 10% ، وشهدت الأسابيع الماضية احتجاجات واسعة النطاق على مستوى البلاد من قبل العمال والمعلمين احتجاجا على الفقر والتضخم وتدني الأجور التي قوبلت بقمع من قبل قوات الأمن .
ويواصل المتقاعدون في إيران بشكل متكرر ومتعاقب وقفاتهم ومظاهراتهم الاحتجاجية بين الحين والآخر ويطالبون بزيادة الأجور لتناسب تكلفة الحياة والتنفيذ الكامل للوعود التي قطعتها السلطات لزيادة رواتبهم وتسديد نفقاتهم الطبية.