في الأمواج المتلاطمة للبحر الأحمر، تتشابك خيوط السياسة مع الاستراتيجية العسكرية، حيث تبرز السفن الإيرانية كلاعب رئيسي في مسرح العمليات البحرية، مع استئناف إيران لأنشطة أسطولها البحري في مارس 2024، تتزامن هذه الخطوة مع تصاعد وتيرة الهجمات البحرية التي ينفذها الحوثيون؛ مما يثير تساؤلات حول سبب تواجد السفن البحرية الإيرانية في هذا الوقت الملتهب.
ميليشيا الحوثي كثفت هجماتها ضد السفن التجارية مستخدمه تكتيكات متقدمة تنم عن مستوى عالٍ من الدقة والتنسيق، النقاط المشتركة بين هذه الهجمات تلمح إلى دور استخباراتي محوري قد تلعبه السفن الإيرانية، والتي يُعتقد أنها توفر الدعم اللوجستي والمعلوماتي اللازم لتنفيذ هذه العمليات بفعالية.
من جانبها، تنفي إيران أي تورط في الأعمال العدائية بالمنطقة، مؤكدة على سياسة السلام والتعاون البحري، ومع ذلك، لا يمكن تجاهل الأدلة التي تشير إلى تزويد الحوثيين بأسلحة وتقنيات قتالية تحمل بصمات إيرانية واضحة.
من جانبه، يلقي محمد مصطفى، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، الضوء على الأبعاد الاستراتيجية للتحالف الحوثي-الإيراني، مشيرًا إلى أن تأثيره يمتد بعيدًا ليشمل كامل الشرق الأوسط.
ويؤكد مصطفى في حديثه أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر ليست سوى انعكاس لهذا التحالف، معتبرًا السفن الإيرانية كعنصر فاعل ومحوري في هذه المعادلة الأمنية البحرية.
ويتطرق مصطفى إلى الدقة المتنامية لهجمات الحوثيين، ملمحًا إلى دور محتمل للسفينة الإيرانية "بهشاد" كمصدر محتمل لبيانات الاستهداف، مما يرفع من فتك هذه الهجمات.و يشدد على ضرورة استجابة محسوبة ودقيقة للتصدي لهذا التهديد، بهدف كبح جماح القدرات البحرية للحوثيين.
ويختتم تصريحاته بتساؤل حول الأهداف الحقيقية لتحركات "بهشاد"، متسائلاً عن الغاية من وجودها في المنطقة، إن لم تكن لتقديم الدعم الاستخباراتي للحوثيين، مشددًا على ضرورة مراقبة دقيقة وربما تحرك استباقي لضمان أمن الملاحة البحرية في وجه هذه التحديات الجديدة.