تشهد العاصمة الليبية طرابلس مظاهرات حاشدة امتدت إلى باقي مدن الغرب والشرق والجنوب حملت مطالب سياسية متمثلة في إسقاط جميع الأجسام السياسية الموجودة حاليا والإسراع في انطلاق الانتخابات بالبلاد .
وحول محاولة الجماعات الإرهابية والمتطرفة والتيارات السياسية استغلال التظاهرات في ليبيا حذر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري من استغلال التيارات السياسية للأحداث والمظاهرات في ليبيا وتحويلها إلى صراع مسلح لإعادة تدوير الفوضى ، مجددا على دور القوات المسلحة في حماية المتظاهرين من أي اعتداء أو تهديد .
وأكد المسمارى أن جماعة الإخوان تسعى لركوب موجة التظاهرات وتحويرها ، لافتا الى ان الجماعة من الأعداء الذين لا يريدون جيشا ليبيا قويا وأعلن تصدي الجيش لكل من يحاول تغيير مسار المظاهرات ، موضحاً أنه سيتدخل في حال تعرضهم لأي تهديد .
جاء ذلك بينما تشهد مناطق في شرق وجنوب البلاد منذ الجمعة الماضي احتجاجات غير مسبوقة تنديداً بتردي الأوضاع المعيشية ومطالبة برحيل الأطراف الحاكمة وإجراء انتخابات وتغيير الواقع السياسي وخروج كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب تم خلالها إضرام النار في مقرات حكومية في طبرق ومصراتة وسبها .
ووفقا لتقارير إعلامية يعتزم الحراك الشعبي في ليبيا الذي يقوده تيار يطلق على نفسه "بالتريس الشبابي" الاستمرار في التظاهر في كافة مدن ليبيا لحين رحيل جميع النخب الحاكمة بما في ذلك المجلس الرئاسي والتعجيل بإجراء انتخابات عامة .
ويرى مراقبون أن خروج الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد يعكس الإحباط المتزايد بين الليبيين من الفصائل التي يدور بينها الاقتتال منذ سنوات في شرق البلاد وغربها ، فضلا عن الانقسام السياسي الذي تجدد قبل أشهر وقسم السلطة إلى حكومتين متنافستين ، لاسيما بعد انهيار الانتخابات الليبية التي كانت مقررة في ديسمبر الماضي .
وقال المراقبون أن الخلاف حول القاعدة الدستورية المؤدية للانتخابات يدور حول محاولة تيار الإخوان إقصاء شخصيات مؤثره من الترشح لرئاسة البلاد منها المشير خليفة حفتر قائد الجيش وذلك عبر خلق نقاط بالقاعدة الدستورية التي من المفترض أن تجري عبرها الانتخابات تخدم ذلك .
وبدأت مؤامرت الجماعة ضد ليبيا منذ سنوات بداية من تحالفها مع نظام القذافي والانقلاب عليه مروراً بتطبيق قانون العزل السياسي ضد معارضيها عبر المؤتمر الوطني العام ، وعلى مدار سنوات دعمت جماعة الإخوان التنظيمات الإرهابية في ليبيا وأعلن أعضائها صراحة دعم مجلسي شورى بنغازي ودرنة كذلك ميليشيات فجر ليبيا وأنصار الشريعة وغيرهم الكثير .
يذكر أن القيادة العامة للجيش الليبي كانت قد أعلنت في وقت سابق انحيازها لحق الليبيين في التعبير عن حالتهم المعيشية وتأييد مطالبهم في كافة المدن مع ضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة .