الثلاثاء، 21 مايو 2024

إجراءات المانية جديدة لمكافحة إرهاب الإخوان
مواجهة واسعة للإخوان فى المانيا

تخضع جماعة الإخوان منذ أعوام لرقابة صارمة داخل الأراضي الألمانية، في ضوء العديد من التقارير الأمنية والاستخباراتية التي نبهت إلى خطورة التنظيم المتوغل داخل البلاد على مدار عقود، وقد رصدت التقارير مؤخرًا تحركات داخل الحكومة الألمانية لحظر نشاط التنظيم، وقطع مصادر تمويله.

وواجهت جماعة الإخوان عمومًا العديد من التحقيقات والتدقيق حول أنشطتها المتطرفة والإرهابية داخل أروقة البرلمان الألماني لدفع الحكومة لاتخاذ قرار بحظر جماعات الإسلام السياسي وتنظيم الإخوان المسلمين والمنظمات الخيرية التابعة له في البلاد، وذلك بعدما أثبتت تقارير اللجان المتخصصة والمعلومات الأمنية المخاطر التي تهدد البلاد من جراء هذا التنظيم الذي ينتهج أجندة سرّية تخدم الإرهاب والتطرف، حسبما كشف تقرير لشبكة "رؤية" الإخبارية.

ولا تُعدّ خطوة الحكومة الألمانية هي الأولى، ففي عام 2019 جمّدت الحكومة الألمانية أرصدة بعض الجمعيات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، وذلك للاشتباه في تمويلها لأنشطة متطرفة .

وأوضحت مصادر رسمية آنذاك، أنّ الخطوة هدفت إلى منع الجماعة من الحصول على أموال تُستخدم لنشر أفكارها المتطرفة أو الجماعات الإرهابية وحتى اللحظة لا يوجد قرار رسمي بحظر أنشطة التنظيم داخل ألمانيا، التي تُعدّ أحد أهم حواضنه الأوروبية، لكنّ القوانين الألمانية تحظر الترويج لأفكار الكراهية والعنف، ممّا يُقيّد قدرة جماعة الإخوان المسلمين على نشر خطابها المتطرف، كما تُقاطع بعض المؤسسات والهيئات الألمانية جماعة الإخوان المسلمين، وترفض التعاون معها أو المشاركة في أنشطتها.

في هذا الصدد يقول الدكتور جاسم محمد، مدير المركز الأوروبي للدراسات ومكافحة الإرهابية: إنه تنشط الجماعة الإرهابية في أوروبا من خلال شبكة واسعة من الجمعيات والمؤسسات، وتُمارس تأثيرًا ملحوظًا على شؤون الجالية المسلمة في ألمانيا، وتجمع مبالغ طائلة تحت واجهة العمل الخيري.

وأضاف أنه سعى الإخوان لتأسيس نظام سياسي واجتماعي متطرف في ألمانيا، مستخدمين سياسة اختراق مؤسسات الدولة لزرع كوادرهم وصناع قرار مستقبليين يخدمون أجندتهم المتطرفة، لافتًا أن استراتيجية الإخوان في ألمانيا تختلف عن باقي الدول الأوروبية، حيث ينكرون علناً أيّ صلة لهم بالتنظيمات المتطرفة، بينما يروجون لأفكارهم المتطرفة من خلال رسائل مزدوجة ذات معانٍ خفية يصعب على الأجهزة الأمنية كشفها.

وتابع: أنه يسعى الإخوان داخل ألمانيا إلى تعزيز علاقاتهم مع المراكز الإسلامية، ليس فقط لجمع التمويل، بل للحصول أيضًا على منصات إعلامية لتصحيح صورتهم في ظل تصاعد الهجمات الإرهابية في أوروبا ونفي أيّ تحذيرات أمنية حول خطورتهم، كما يُروج الإخوان لخطاب يصورهم كأقلية مضطهدة تتعرض للتمييز، مستخدمين قضايا مزيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الشباب وعادة ما تُثير خلايا الإخوان الإلكترونية قضايا شائكة مثل حقوق المرأة والأقليات والمشاركة السياسية والعنصرية في المجتمع الألماني، ويستغلونها لكسب تأييد بعض فئات الجالية المسلمة.


الأحد، 19 مايو 2024

تسرب الإخوان إلي شرايين المجتمعات الأوروبية
خطاب الكراهية الإخوان فى أوروبا

يظل تمركز التنظيم الدولي للإخوان في أوروبا، علامة استفهام أمام كثيرين، في ظل خطاب الجماعة، وشعاراتها المناهضة للصليبين، كما يحلو لها أن تصف الغرب، وكذلك أجواء الحريات الاجتماعية، التي لا تبدو متسقة مع منهاج التنظيم، وأيديولوجيته الدينية.

الإخوان، منذ هجرتهم إلى أوروبا، عملوا على خلق تجمعات معزولة نسبياً، باستغلال عوز المهاجرين وفقرهم، واحتياجاتهم الدينية، في مجتمعات غريبة، فتم ربط المجموعات المسلمة بالمسجد، الذي يسيطر عليه الإخوان، ومن خلاله يتم تقديم الخدمات، والقروض الحسنة، وتوفير فرص العمل، ما سمح للأيديولوجيا الإخوانية بالتمدد، في ظل قوانين تسمح بإشهار الجمعيات والمراكز الخيرية بسهولة.

في نفس الوقت، لم تنقطع العلاقة بين التنظيمات الإسلامية الإخوانية، والوطن الأم في المشرق الإسلامي، وارتبطت بالمسارات السياسية والاقتصادية التابعة لها، بحيث أصبح التنظيم في أوروبا، هو نافذة الجماعة، ما منحها القدرة على البقاء، في ظل أعنف الضربات الأمنية، بحيث أصبحت لندن في النهاية، مركز ثقل التنظيم ككل، ومقر القائم بأعمال المرشد.

ويرى محللون أنّ أوروبا دفعت الثمن، بسبب تغاضيها عن تمدد الجماعة، وسيطرتها على المسلمين في الغرب، باستغلال الدساتير والقوانين، وما بها من ثغرات، بحيث تحول الخطاب الإخواني إلى قنبلة موقوتة، وباتت مدارس الإخوان، معامل لإنتاج المتطرفين، وفي كل أحداث العنف والإرهاب السابقة واللاحقة، كان الخطاب الإخواني نقطة انطلاق مركزية، للتصريح بالقتل.

وتؤكّد التحليلات أنّ الخطوات الأخيرة التي اتخذتها فرنسا، ومن بعدها النمسا وبلجيكا، سوف تكشف النقاب عن مسارات الأوعية المالية، التي استخدمها الإخوان في مجال التعليم الخاص، الذي أصبح باباً خلفيّاً لغسل الأموال، وتهريب ثروات التنظيم الدولي إلى الغرب، وتوظيفها بشكل سياسي، لإعادة التدوير، وفق خطاب التمكين الإخواني.