الخميس، 4 مارس 2021

قتل النساء فى تركيا يتحول لحالات انتحار

جماعات حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحملات على وسائل التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على ظاهرة العنف ضد المرأة فى تركيا وتضع الحكومة والقضاء تحت ضغط من أجل التصدى تلك الظاهرة ولكن للأسف قوبلت جهودهم بالصمت والتجاهل من قبل الحكومة والقضاء التركي .

ولعل واحدة من تلك الجرائم التي بقيت عالقة في أذهان الناس في تركيا هي جريمة قتل الشابة ذات الـ 23 ربيعا، سولو جيت في انقرة في شهر مايو من عام 2018.

وحسب الدلائل المتوفرة جرى الاعتداء على الشابة من قبل رجلين مخمورين واحد منهما هو رئيسها في العمل وبعد الاعتداء عليها ألقي بها من النافذة ، ثم أبلغ الرجلان الشرطة بأن جيت ألقت بنفسها من النافذة رغم أن تقرير التشريح يوضح وجود كسر في الرقبة وتمزق في القناة الشرجية وظهور مواد مخدرة في دم الضحية وهى نتائج تظهر بوضوح أن موتها لم يكن نتيجة انتحارا .

استمرت المحاكمة ستة أشهر وتظاهر خلالها كثيرون من بينهم نساء بالتزامن مع نقاش حاد دار على مواقع التواصل تجاه القضية لتحكم المحكمة على الفاعل بالحكم المؤبد وعلى آخر بالسجن لمدة 19 عاما.

وبسبب هذه القضية والتظاهرات التي صاحبتها كانت الجمعيات المدافعة عن حقوق النساء تأمل أن يشكل الضغط الشعبي بسببها إلى تغيير اجتماعي ليس على مستوى المجتمع المدني فحسب بل على مستوى القضاء التركي نفسه.

ولكن لم يحدث الكثير من التغيير حتى الآن، فالتستر على جرائم قتل النساء وتزييفها لتصبح عمليات انتحار مازالت مستمرة ، وآخر هذه الجرائم طالت ايتان كايا (35 عاما) من دياربكر التي وجدت مشنوقة في منزلها. 

تحقيقات الشرطة أوضحت أن الوفاة جاءت نتيجة انتحار والمدعي العام أغلق القضية ، إلا أن أفراد أسرتها لم يقبلوا بهذه النتائج خصوصا بسبب التناقضات الكثيرة في تحقيقات الشرطة .

تقرير التشريح لم يذكر وقت الوفاة ، كما ظهرت آثار كدمات زرقاء على جسدها وهي آثار لا تدل على أن الوفاة جاءت نتيجة انتحار ، كما أظهر التشريح كدمات عمرها ثلاثة أيام وهي بالضبط نفس الفترة التي عاد فيها زوجها من العمل الموسمي إلى منزله ورغم كل هذه التفاصيل المريبة لم يوافق المدعي العام على فتح التحقيق بالقضية من جديد .

وتحاول نساء تركيات الاعتماد على اتفاقية إسطنبول وهي اتفاقية لمجلس أوروبا لمنع ومكافحة العنف ضد المرأة والعنف المنزلي جرى إقرارها عام 2014 ، وقد التزمت الدول الموقعة بإنشاء إطار عمل لمكافحة العنف ضد المرأة .

صادقت تركيا على الاتفاقية منذ خمسة أعوام وأدرجتها في قانون لمنع العنف ضد المرأة وحماية الأسرة ولكن لم تظهر بعد إرادة سياسية لمحاربة العنف ضد المرأة على أساس مستدام .

الاثنين، 25 يناير 2021

الأتراك تحت حكم أردوغان بين البطالة والإنتحار

أدى القمع والغضب والاكتئاب والتدهور الاقتصادي بين أفراد الشعب إلى ارتفاع نسبة الانتحار بين الأتراك حيث كشف موقع "تركيا الآن" أن 50 ألفا و378 شخصا انتحروا خلال 16 عاما، وألفان و963 مواطنا تركيا ينتحرون فى العام الواحد ، بالإضافة إلى أن 246 مواطنا تركيا ينتحرون فى الشهر الواحد بينما 8 أتراك ينتحرون يوميا .

وفي ظل ذلك التدهور لجأ العديد من الأتراك للهجرة خارج البلاد ، فيما أبدى قطاعا ضخما رغبته في ذلك أيضا حيث كشف تقرير لجمعية العدالة للضحايا أنه أجرى استطلاعات للرأي لنحو 4 آلاف شخص في البلاد، حيث أبدى 83.9% منهم رغبتهم في الانتقال إلى بلد آخر إذا أتيحت لهم الفرصة .

وفقا لصحيفة "زمان" التركية يوجد أكثر من 4 ملايين مواطن تركي غير قادرين على سداد فواتير الكهرباء والغاز بسبب سياسات أردوغان الخاطئة التي أدرت لتدهور الاقتصاد وارتفاع الليرة وانتشار الفقر وارتفاع معدلات التضخم .

وقال بيان صادر عن هيئة الإحصاء التركية إن عدد العاطلين عن العمل ازداد 980 ألف شخص في أغسطس الماضي ليرتفع إجمالي العاطلين إلى 4 ملايين و650 ألف مواطن موضحا أن معدل العاطلين عن العمل لدى الفئة العمرية 15-24 ارتفع بنسبة 6.6 بالمئة مسجلا 27.4 بالمئة في أغسطس الماضي ، فيما ارتفع معدل البطالة لدى الفئة العمرية 15-64 بنسبة 2.9 بالمئة مسجلًا 14.3 بالمئة بحسب بيان الهيئة .

كما أظهرت بيانات الإدارة العامة للمساعدات الاجتماعية التابعة لوزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية التركية ارتفاع عدد الأتراك طالبي المساعدات الاجتماعية في 2018 إلى 3 ملايين و494 ألف مواطن بنسبة زيادة 9.2% تقريبا مقارنة مع 2017 بينما ارتفع إجمالي نفقات المساعدات الاجتماعية بنحو 1.25 مليار دولار في العام ذاته .