الاثنين، 19 يونيو 2023

ليبيا على صفيح ساخن
مجلس الدولة الليبي

أعلن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أمس ترشيح المهندس محمد المزوغي لرئاسة حكومة مصغرة تتولى إدارة الانتخابات في البلاد خلفا لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ، وجاء هذا القرار تطبيقا لنتائج مشاورات لجنة 6+6 المشتركة التي جرت في مدينة بوزنيقة المغربية والتي دعت إلى تشكيل حكومة موّحدة تتولى تهيئة وتوحيد البلاد لإجراء الانتخابات .

وليس من السهل التكهن بردة فعل وموقف تيار الإخوان المتمثل فى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الذي رحب بمخرجات اللجنة والذي يتمسك في المقابل بإشراف حكومته على الانتخابات ، وما إذا كان سيوافق على التخلّي عن منصبه مقابل الترشح للرئاسة .

ومنذ إندلاع الثورة الشعبية فى ليببا كان قادة المجموعات المتطرفة وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية يأمرون أنصارهم بجمع الأسلحة من معسكرات القذافي ثم يختفون بها في مخازن وفي مواقع تخصهم وزادت هذه الظاهرة حتى بعد مقتل العقيد معمر القذافي وانتهاء الحرب حيث أصبح تحت أيديهم ألوف الصواريخ العابرة للمدن بالإضافة إلى أعداد مهولة من القذائف والأسلحة والآليات العسكرية كالمدرعات والدبابات .

وبعد انهيار النظام القديم ألقى معظم المتطوعين المدنيين أسلحتهم وعادوا إلى بيوتهم وأعمالهم ، كما بدأ ألوف الجنود والضباط العودة للالتحاق بمعسكراتهم لكن قطاعا بعينه من هؤلاء الثوار ظل متمسكا بأسلحته وقواته وميليشياته تحت زعم الدفاع عن الثورة وحمايتها من الانقلاب عليها من جانب الموالين للقذافي . 

وقاد عدد من المتشددين في كل من جماعة الإخوان ووقطاعات جهادية أخرى هذا التوجه الذي عززته أوامر أصدرها المجلس الانتقالي في أواخر 2011 تتلخص في إلزام الدولة صرف رواتب لهذه الميليشيات نظير حمايتها المنشآت العامة والمؤسسات الرسمية والحدود وغيرها .

ويقول باحثون فى الشأن الليبي إن صرف رواتب من الدولة للميليشيات منذ البداية أغرى قطاعات مختلفة من الشباب صغار السن للانخراط فيها بغض النظر عن توجهات قادتها سواء كانوا سياسيين أو جهاديين ، كما دفع عاطلين وطامحين إلى تشكيل ميليشيات إضافية وإرغام الحكومة على صرف رواتب لهم مقابل أي أعمال يكلفون إياها حتى لو كانت غير ذات أهمية .

وأضافوا أن هذه الميليشيات أو الكتائب كما يطلق عليها البعض بدأت تشعر بخطورة السماح بوجود مؤسسة قوية للجيش والشرطة لأن وجود مثل هذه المؤسسة يقضي على السبب الذي تتقاضى من أجله تلك الميليشيات رواتب شهرية بملايين الدولارات ولهذا كانت ملامح الصدام تلوح في الأفق بين من يريدون استمرار الفوضى ومن يريدون بناء الدولة كما ينبغي خاصة مع ارتفاع أصوات السياسيين والناشطين المدنيين بالمطالبة بحل الميليشيات وجمع الأسلحة منها .

ووفقا للباحثون فقد بدأت عملية جديدة مضادة وواسعة لعرقلة بناء المؤسسات الأمنية كان أهم مظاهرها تكاثر عدد الميليشيات من مختلف المشارب من جهاديون ومتطرفون أجانب ولصوص وإن ظل أقواها وأكثرها تنظيما تلك التي تهيمن عليها جماعة الإخوان ، وجرى استهداف ضباط الجيش والشرطة الذين كانوا يحاولون الانتظام في معسكراتهم وإداراتهم دون أي تشجيع حقيقي من وزارة الدفاع التي سيطر على مقاليد الأمور فيها محسوبون على التيار المتطرف وقُتل في عمليات الاغتيال تلك أكثر من 140 من القادة العسكريين في مدينة بنغازي وحدها .

وطوال نحو عامين فشلت كل محاولات ترويض الميليشيات وكان من بين هذه المحاولات اقتراح بضم ألوف المسلحين في جهاز مستحدث تحت اسم "الحرس الوطني" لكن جرى إفشال هذه المحاولة أيضا ، وحين استشعر المتطرفون تململ الشارع الليبي جرى التلويح باستخدام السلاح ضد المحتجين وذلك بالتزامن مع إشاعة وجهة نظر تقول إن الميليشيات هم الثوار الذين أسقطوا النظام السابق وأنهم لا يريدون الانخراط في جيش يتولى القيادة في معسكراته ضباط كانوا يعملون في القوات المسلحة في عهد القذافي ويقولون أيضا إنه توجد محاولات من أنصار النظام السابق للعودة للحكم والانقلاب على الثورة .

فيما يقول أحد كبار الضباط في الجيش الوطني الليبي السابق إن الإسلاميين استغلوا مواقعهم الرسمية في الدولة خلال العامين الماضيين وفتحوا الباب واسعا لعمليات تهريب شحنات ضخمة من الأسلحة إلى داخل البلاد ووفروا ملاذا آمنا لألوف الجهاديين من مختلف دول العالم .

وتوجد على السطح حاليا جبهتان تتقاتلان فى ليبيا جبهة المتطرفين بقيادة شخصيات تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وجبهة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ، ويبدو من قرءاة المشهد أن مستقبل ليبيا أصبح على كف عفريت فرغم ظهور تصدع في جبهة المتطرفين ومكاسب للجناح المدني فإن الوصول إلى الاستقرار ما زال بعيد المنال .

الأحد، 14 فبراير 2021

أذرع الإرهاب فى ليبيا

على عكس ما يحاول أردوغان أن يصطنعه ويظهره بتصريحات داعمة للحل السياسي في ليبيا وتأييد للخطوات التي تشهدها البلاد كان الإخوان وحلفاءها من ناحية أخرى يهاجمون كل من يسعى لإحياء السلام وتطبيقه ووقف نزيف الدم .

ومؤخرا شنت جماعة الإخوان وإعلامها ولجانها ومنصاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي هجوم غير مبرر على رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد محمد المنفي واعتبرته لا يرغب في السلام وذلك بعد زيارته لمدينة بنغازي ومقابلته لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر لبحث عملية السلام في ليبيا .

ورفض عدد من قيادات إخوان ليبيا لقاء المشير حفتر مع رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي ويرى القيادي الإخواني خالد المشري الذي سبق وانسحب من سباق التصويت على اختيار السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة في ليبيا أن لقاء القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر والدكتور محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الجديد "أول القصيدة كفر" على حد تعبيره .

خطوة المشري التي وجه فيها انتقادات للمنفي تبعها وابل من الانتقادات عبر أشخاص محسوبين على جماعة الإخوان في ليبيا ، وشنت القنوات التابعة للجماعة والتنظيم ومصانتهم على مواقع التواصل الاجتماعي هجوما عنيفا ووجهوا السباب لرئيس المجلس الرئاسي واعتبروه انحاز لجانب على آخر .

لما يكن ذلك الهجوم مجرد صدفة بل خرجت معه تصريحات تركية ترفض السلام وتهدد بمزيد من الحرب حيث أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في مؤتمر عسكري تركي أنه رغم تقدم العملية السياسية إلا أن إطلاق النار مستمر وسيستمر وزاد الأمر تأكيدا بعدما تم رصد طائرات تركية متوجهة ناحية الغرب الليبي لنقل العتاد والمرتزقة على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في جنيف .

والتقى القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر برئيس المجلس الرئاسي الجديد الدكتور محمد المنفي وتضمن اللقاء تأكيد القوات المسلحة على دعم التداول السلمي للسلطة وشدد حفتر على دعم المجلس الرئاسي الليبي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية التي أنتجها الحوار السياسي لتوحيد المؤسسات والوصول بالبلاد إلى الانتخابات المنتظرة في ديسمبر القادم .

ينظر الليبيون إلى نتائج جنيف بأنها مثلت هزيمة مدوية لجماعة الإخوان وفشلاً لمشروعهم وانكساراً لمخططهم الذي كانوا يطمحون لتمريره والذي يهدفون من خلاله إلى التلاعب بخطة الطريق الأممية ووضع العراقيل أمام الاستحقاقات القادمة سواء على الصعيد الترتيبات العسكرية أو الدستورية أو الاستحقاقات الانتخابية .

إلى ذلك أبرز أحمد حمزة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، أن حزب العدالة والبناء الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، لا يمكن التعويل عليه في الوصول إلى حل سياسي أو توافق وطني حقيقي أو المشاركة في بناء دولة القانون والمؤسسات ولا يمكن أن يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الوطني وبناء جيش وطني لليبيا أو إصلاح قطاع الأمن .







الخميس، 21 يناير 2021

بقاء القوى الأجنبية في ليبيا سلب لإرادة الشعب الليبي

قالت المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني وليامز إن الموعد النهائي لانسحاب الميليشيات والمرتزقة من ليبيا يوم الأحد المقبل على الرغم من استمرار تدفق مرتزقة أردوغان إلى المدن التي تسيطر عليها حكومة الوفاق .

وفي اشارة الى نظام أردوغان المتورط في الملف الليبي ويملك قوات هنالك قالت وليامز أن بقاء القوى الأجنبية في ليبيا تقويض وسلب لإرادة الشعب الليبي ، مضيفة أن الدول التي سترفض احترام الموعد النهائي المتفق عليه ليبيا من أجل سحب جميع القوات والمرتزقة تنتهك سيادة البلاد ، وكانت المبعوثة الاممية اكدت بان هنالك الية عقابية ستتخذ ضد الدول التي ستعرقل جهود السلام وسترفض نتائج الحوار السياسي .

وشدّدت ستيفاني على ضرورة تنفيذ بند خروج الميليشيات من ليبيا المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر الماضي بين أطراف النزاع ورفضت ويليامز، التحجج بصعوبة نقل المرتزقة من ليبيا قبل الموعد المحدد قائلة : " مسألة خروج المرتزقة ليست علم الصواريخ ، بكل بساطة كما نقلوا جوا إلى ليبيا يمكن إخراجهم جوا أيضًا ".

وفى ذات السياق حذر الجيش الوطني الليبي من محاولات بعض الأطراف الأجنبية في إشارة لنظام أردوغان انتهاك السيادة الوطنية بالرغم من حدوث تقدم هام في المفاوضات السياسية بين الفرقاء الليبيين .

ونبهت القيادة العامة للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر من أي محاولة لانتهاك سيادة الأراضي الليبية سواء عبر اختراق المياه الإقليمية أو الحدود البرية للدولة أو الأجواء الوطنية .

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية فى بيان لها أن أطراف الأزمة الليبية المجتمعون في مصر ذللو عقبة أخرى في طريق التسوية السياسية ، فبعد اتفاق سابق على آلية الحكم تم التوافق على مشروع استفتاء على الدستور تحت رعاية أممية قبل الانتخابات المقرر تنظيمها في 24 كانون الأول 2021 في ليبيا التي تشهد انقساماً وانعداماً للأمن .