السفير الأميركي يدعو الحوثيين إلى وقف تهديدات الملاحة الدولية

أكد السفير الأمريكي لدى اليمن أن زيارته إلى عدن هي رسالة لإبراز دعم بلاده للحكومة اليمنية وتقديرها لما بذلته من جهود خلال الفترة الماضية لنجاح الهدنة ، مجددًا إدانة بلاده الشديد لانتهاكات ميليشيا الحوثي واعتداءاتها .

وكان السفير الأمريكي قد اختتم زيارته إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن الاثنين حيث التقى رئيس الوزراء معين عبدالملك وأعضاء مجلس الوزراء ومحافظ البنك المركزي في عدن وبحث مع رئيس الوزراء اليمني تداعيات الاعتداءات الحوثية على مقدرات الشعب اليمني وعلى ممرات التجارة العالمية والأمن والاستقرار الإقليمي .

وأعرب السفير الأميركي عن قلقه من احتمال تجدد التصعيد في البلاد بعد هجوم جديد شنته ميليشيا الحوثي على ميناء الضبة النفطي في محافظة حضرموت الاثنين الماضي وقال أن المجتمع الدولي مجمع على إدانة هذه الممارسات وهو ما عبر عنه بيان مجلس الأمن الدولي وقال إن هجمات الحوثيين على الموانئ لن تؤدي إلا إلى الإضرار بالشعب اليمني إذ ستؤدي إلى تفاقم نقص الوقود .

ودعا السفير الأميركي الحوثيين إلى "وقف تهديداتهم للتجارة البحرية الدولية والجلوس إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب والقيام بدور بناء في تحقيق تسوية سياسية شاملة يتفاوض عليها اليمنيون وعبر عن أسفه من أن عدم استعداد الحوثيين للتوصل إلى حل وسط أدى إلى انهيار الهدنة الأممية التي انتهى سريانها في 2 أكتوبر الماضي .

كما طالبهم بإطلاق سراح 12 من موظفي السفارة الأميركية محتجزين في صنعاء دون أن يصابوا بأذى والتوقف عن استخدامهم كرهائن في الصراع ، فيما أشار رئيس الوزراء اليمنى إلى الدور التخريبي لإيران ومواقفها المعادية للشعب اليمني واستمرار دعمها للميليشيا الحوثية الإرهابية وما يتطلبه ذلك من ضغط دولي وأممي لوقف هذا الدور التخريبي .

وأعرب السفير الأمريكي عن تقديره لالتزام الحكومة اليمنية بإعادة مسار الاستقرار والسلام إلى اليمن والخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة للمضي قدما بالإصلاحات وتحسين الخدمات واستقرار الاقتصاد اليمني ، مؤكدا أهمية سفر ممثلي المجتمع الدولي إلى اليمن لتقديم الدعم إلى الشعب اليمني .

ألغام الحوثي تهدد حركة الملاحة البحرية

تمثل مليشيا الحوثية الإرهابية خطورة كبيرة على الدول والملاحة البحرية بشكل عام من خلال فرض مخططاتها العبثية والإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار اليمن ويمتد تأثيرها ليشمل دول العالم من خلال زرع الألغام على السيطرة للملاحة الدولية .

وجددت الحكومة اليمنية اتهاماتها للحوثيين وحملتهم مسئولية تهديد الملاحة الدولية بسبب إصرار الميليشيا على زراعة الألغام البحرية في ممر التجارة الدولية حيث أكدت ضرورة رفع الجاهزية العسكرية لمواجهة التحديات ومحاربة كل أنواع التهريب ، مؤكدة على حرص المجلس الرئاسي على إعادة بناء القوات البحرية بما يمكنها من حماية السواحل اليمنية وتأمين الملاحة الدولية .

وتصاعدت تحذيرات الحكومة اليمنية بعد أن تسببت الألغام البحرية في مقتل عشرات الصيادين في السواحل اليمنية وتوقف حركة الصيد في الكثير من المناطق الأمر الذي أدى إلى تضرر آلاف الأسر التي تعتمد على مهنة الصيد .

ويرى مراقبون أنه لابد من السيطرة على أمن المياه المقابلة للشواطئ اليمنية لوقف تدفق الأسلحة نحو ميليشيا الحوثي ، لافتين أنه يتم استهداف سفن أجنبية أو ناقلات نفط خليجية ولجوئها إلى هذا الابتزاز المهدد للتجارة الدولية أحد أوراق الميليشيا التي تستخدمها لفرض إرادتها وأجندتها في اليمن .

في السياق ذاته اعتبر محللون أن تهديد الحوثيين للملاحة الدولية يعد تصعيد خطير يندرج ضمن مساعيها للإضرار بالبنية التحتية للمنشآت النفطية وإمدادات الطاقة العالمية ، لافتين أن مليشيا الحوثي تواصل ممارساتها التي تهدد الملاحة الدولية من أجل تواصل مخططاتها العبثية والتخريبية التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة .

وأضافت التحليلات أن المجتمع الدولي لا بد عليه من التحرك لوقف أنشطة ميليشيا الحوثي الإرهابية لما تمثله من تهديد كبير للملاحة بل للمنطقة ، مؤكدة أن التحرك الدولي لا بد فيه من أن يتم إدراج الميليشيا في قوائم الإرهاب الدولية .

وتتصاعد معاناة اليمنيين مع استمرار حوادث القتل والإصابات بسبب الألغام الحوثية في مختلف المناطق التي وصلت إليها الميليشيات حيث أكد المرصد اليمني للألغام أنه وثق مقتل وإصابة قرابة ألف شخص من المدنيين جراء الألغام والمقذوفات الحوثية بعدد من المحافظات اليمنية .

وأوضح المرصد في بيان أنه وثق سقوط 994 شخصاً بين قتيل وجريح منذ منتصف 2019 حتى مطلع أغسطس  2022 ، مؤكداً مقتل 426 مدنياً بينهم 101 طفل و22 امرأة ، وأشار المرصد إلى أن الألغام الحوثية والعبوات الناسفة والقذائف غير المنفجرة في مختلف المحافظات تسببت في إصابة 568 شخصاً منهم 216 طفلاً و48 امرأة .

يشار إلى أن الجماعة الحوثية لا تزال مستمرة في زرع الألغام في مناطق التماس كافة وأظهرت أخيراً استعراضاتها العسكرية أنواعاً جديدة من الألغام لا سيما الألغام البحرية .

دفاعات التحالف تسقط مسيرات حوثية أطلقت صوب السعودية

أعلن تحالف دعم الشرعية فى اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية أن الدفاعات السعودية اعترضت ودمرت 5 طائرات مسيرة أطلقت باتجاه المملكة ، موضحاً أنها أطلقت من العاصمة اليمنية صنعاء .

وقال التحالف في بيان إن" الطائرات المسيرة أطلقت من العاصمة اليمنية صنعاء ونراقب مصادر التهديد لتدميرها وتحييدها" ، وأكد أن الخيارات العملياتية مطروحة استجابة للتهديد وردع السلوك العدائي لمليشيات الحوثي .

وكانت وزارة الدفاع السعودية أعلنت قبل ذلك إسقاط هدف جوي معاد أطلق باتجاه الطائف من الداخل اليمني ، لافتة إلى اتخاذ إجراءات عملياتية رادعة لتحييد التهديد وحماية المدنيين .

وفي وقت سابق الإثنين أعلن التحالف العربي تنفيذ 25 عملية استهداف لمليشيات الحوثي في مأرب وشبوة خلال الـ 24 ساعة الماضية أسفرت عن تدمير 20 آلية عسكرية ومقتل 230 عنصرا إرهابيا .

وعلى الصعيد العملياتي أعلن التحالف أمس عن تنفيذ ضربات جوية استهدف معسكر السوادية بمحافظة البيضاء استجابة للتهديد ومبدأ الضرورة العسكرية ، مبيناً أن المعسكر يستخدم للتخزين والإمداد وإطلاق الأسلحة النوعية .

من ناحية أخرى تعرضت فجر أمس سفينة شحن تجارية تحمل علم الإمارات للقرصنة والاختطاف من قبل ميليشيا الحوثي الإرهابية قبالة سواحل الحديدة على البحر الأحمر وهو ما وصفه تحالف دعم الشرعية في اليمن بـ"التهديد الحقيقي" الذي تمثله الميليشيا الحوثية الإرهابية على حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية .

وأعلن المتحدث باسم التحالف العميد تركي المالكي أن السفينة كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة سقطرى اليمنية إلى ميناء جازان وكانت تحمل على متنها كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بعد انتهاء مهمته وإنشاء مستشفى بالجزيرة .

ولتبرير عملية القرصنة أمام المجتمع الدولي حملت ميليشيا الحوثي أسلحة على متن السفينة لتغيير حمولتها ولغرض تزييف الواقع كما ذكرت مصادر يمنية .

ويرى خبراء عسكريون أن تحرير الحديدة وموانئها لقطع خط إمداد المحتل الحوثي الإيراني ومنعه من تهديد خط الملاحة البحرية الدولي الذي تمر منه 12 في المائة من التجارة العالمية يومياً أصبح مطلباً مهماً واستراتيجياً .

من جهته قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك إن إيران تقدم أسلحة نوعية لميليشيا الحوثي في اليمن بهدف السيطرة على محافظة مأرب للسيطرة بشكل كامل على اليمن وأضاف أن استعادة محاور شبوة والبيضاء والضالع يدعم جبهة مأرب ، مؤكدا أن السلاح الإيراني في اليمن يعد تهديد لدول الجوار والملاحة الدولية .

وتمد إيران الحوثيين بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والحرارية وما لا يحصى من عتاد وذخائر بل وتمدهم حتى بالشعارات والصراخ والمناسبات والألوان والخرافات .