تستمر ميليشيا الحوثي في ارتكاب الجرائم في مناطق سيطرتها دون رادع وأكثر من يعاني من انتهاكات الحوثي هن النساء حيث يتعرضن لانتهاكات يومية تتنوع بين القتل والتعذيب والاختفاء القسري والاغتصاب .
ومنذ سيطرة الحوثيين على بعض المناطق في اليمن فقدت المرأة اليمنية أبسط حقوقها وخلال الشهور الماضية سجّل 311 حالة اختفاء قسري و614 معتقلة من الناشطات الحقوقيات بالإضافة إلى تسجيل 96 حالة اغتصاب وعدد غير محدد من حالات الانتحار في سجون الحوثي النسائية .
على خطى طالبان في أفغانستان تسير ميليشيا الحوثي في اليمن حيث تستهدف الطالبات والفتيات والعاملات في المنظمات الدولية بذريعة مكافحة الاختلاط وتنوعت وتعددت طرق استهداف الميليشيا الحوثية للنساء والتنكيل بهن وبالمدنيين في اليمن .
ومؤخرًا أغلقت أجهزة أمن الميليشيا عدداً من المقاهي الشهيرة في صنعاء بسبب استضافتهم لنساء حتى لو كانوا مع ذويهن ، بالإضافة إلى رفض دخول الطالبات إلى الجامعات بدعوى عدم حشمة ملابسهن وصولًا إلى تحريض خطباء المساجد على النساء العاملات في المنظمات واتهامهن بنشر الانحلال وحجم العنف الذي تتعرض له المرأة اليمنية خلال سنوات الصراع وصل إلى مقتل 1691 امرأة وإصابة 3655 أخريات ، بالإضافة لاختطاف 157 امرأة من قبل ميليشيا الحوثي .
في السياق ذاته وثق تقرير حقوقي اختطاف 504 نساء واحتجازهن في السجن المركزي بصنعاء ، بالإضافة إلى 204 فتيات - قاصرات - بين سن الـ 12 والـ 18 ، كما رصد التقرير تعرض 283 امرأة للاختفاء القسري واحتجازهن داخل سجون سرية تابعة لميليشيا الحوثي وذلك بخلاف صدور 193 حكمًا غير قانوني بتهم التجسس والخيانة وتكوين شبكات دعارة .
وأضاف التقرير أن الانتهاكات بحق النساء في اليمن تنوعت فبعضها نفسي والآخر اقتصادي بخلاف العنف الجسدي وبلغ بعضها حد القتل وتلفيق التهم الجنائية وغير الأخلاقية وصدرت أحكام بالإعدام ، مؤكداً أن معاناة النساء اليمنيات ستبقى ممتدة لا سيما بمن خسرن أمنهن ومكانتهن الاجتماعية ولا يستطعن العودة لممارسة حياتهن الاجتماعية .
من جانبها اتهمت منظمات حقوقية تحت اسم «تحالف النساء من أجل السلام في اليمن» قادة ومشرفين حوثيين باغتصاب النساء في السجون وتعريضهن لتعذيب جنسي إضافة إلى القتل والتشويه ، مضيفًا أن ميليشيا الحوثي تتبع ما يعرف بـ«جهاد التطهير» وهي ممارسة تتشارك فيها ميليشيات الحوثي مع تنظيم «داعش» حيث يجري اغتصاب النساء من قبل قادة حوثيين بحجة أن ذلك يعدّ تشريفاً لهن وتطهيراً من الذنوب .
ومن أساليب التعذيب التي جاء ذكرها في التقرير الضرب بالعصي وأسلاك الكهرباء والصفع على الوجوه والخنق وكتم النفس والإيهام بالغرق والوقوف لساعات طويلة فوق علب معدنية صغيرة مفتوحة والتجويع والحرمان من الأكل والشرب لأيام وخلع الأظافر والصعق الكهربائي وتعليق الأيدي على السلالم والعزل عن العالم الخارجي ومنع زيارة الأقارب لأسابيع طويلة .
ووفقاً للتقرير أجبرت الميليشيات المختطفات على زيارة قبر حسين الحوثي وأجرت لهن فحص البكارة ومارست بحقهن عمليات تشويه وحلق للشعر ومنعتهن من الحصول على الخدمات الطبية وتعمدت عدم توفير العزل للمصابات بأمراض وبائية ومعدية وتعرضت النساء الحوامل للتعذيب حتى إجهاضهن وبعضهن جرى كيّ أجسادهن بالأسياخ ، كما أُجبرت كثيرات على الاعتراف أمام الكاميرات بتهم ملفقة بين ارتكاب جرائم جنائية وممارسات غير أخلاقية والتخابر .