استخدمت جماعة الإخوان حجج مفكريها المركزيين مثل حسن البنا وسيد قطب حيث ركنت الجماعة منذ نشأتها إلى إرشادات حسن البنا في نسختها الأولية عن السلطة والحكم والدولة، وذلك رغم عدم كفايتها للتعامل مع التغيرات المتواترة في النظام العالمي والدولة القومية، وعوضاً عن إيجاد حلول عملية للتعامل مع تلك التحديات، رأى فريق من الجماعة الابتعاد عن العمل السياسي والاكتفاء بالوعظ والإرشاد دون ظهور خطة لهذا التوجه.
من خلال استخدام خطاب قطب، صارت جماعة الإخوان أكثر اقتناعاً بأنّ العالم الخارجي هو المخطئ، فقد اعتبر قطب أنّ مشكلة الإسلام تكمن في جهل المجتمع والعداء العالمي، فيما يسلم منطقياً بصلاح الفئة العصبة المؤمنة لحمل عبء الدعوة. وفي ظل هذه الإيديولوجية الموروثة من البنا وقطب، بررت الجماعة الإخفاق السياسي بعدم ملائمة البيئة وعيوب المجتمع، وغطت على أيّ جهود لتقييم الجماعة من الداخل، بما في ذلك مبادرة إنشاء لجنة "الأهداف والوسائل".
ويعاني الخطاب الحالي للجماعة من ركود مُمتد، وفجوة زمنية ظهرت ملامحها في هيمنة المحنة والتضحية والرعاية الإلهية. وقد تراجعت قوة الإلزام الذاتي بالبقاء في الجماعة أو الخضوع لمركز واحد، كما تشير إلى عدم كفاية الأفكار الميثولوجية في ضمان التماسك التنظيمي، وهو ما يشير إلى تحول واسع في القيم التنظيمية، تمّ اختزاله في عمليات استنزاف للقدرات قامت بها مجموعات صغيرة من مجلس شورى الجماعة.
وقد تراجعت مكانة القيم داخل جماعة الإخوان، بحسب عمر، فعلى الرغم من رسوخ مبدأ السمع والطاعة داخل الجماعة وتصوير مخالفته نوعاً من العصيان والفساد الأخلاقي، لم يطرأ أيّ تحسن على الاستقرار الداخلي داخل جماعة الإخوان المسلمين.
عصفت أزمات طاحنة بجماعة الإخوان المسلمين، منذ سقوطها عن الحكم في مصر عام 2013، وما تبعه من أزمات مرّ بها التنظيم، لعل أخطرها الصراع الداخلي على السلطة والنفوذ داخل الإخوان، وما نتج عنه من انشقاقات وأزمات بنيوية، من المتوقع أن تترك أثراً عميقاً على التنظيم خلال الأعوام المقبلة.