منذ سنوات ويعاني أهل تعز من جرائم الحوثي وانتهاكاته التي تطال الجميع وسط حالة من الصمت الدولي غير المبرر، ورغم أن مخططات الحوثي المدعوم من إيران باتت تهدد استقرار المنطقة ككل والملاحة البحرية العالمية إلا أن المجتمع الدولي لا يزال يتخذ موقف المشاهد رغم تكرار ارتكاب أبشع الجرائم واستهداف المواطنين الآمنين في اليمن وخاصة في منطقة تعز .
كشفت منظمة "سام" للحقوق والحريات التي تتخذ من جنيف مقرا لها عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين في مدينة تعز المحاصرة جنوب غربي اليمن برصاص ميليشيا الحوثي وذلك منذ بدء الهدنة الأممية في اليمن .
وأفادت المنظمة الحقوقية في تقرير لها بأنها رصدت 80 حالة انتهاك لحقوق الإنسان ارتكبتها جماعة الحوثي بحق المدنيين في محافظة تعز منذ بدء سريان الهدنة برعاية الأمم المتحدة في الثاني من شهر إبريل الماضي ، محذرة من خطر انهيار الهدنة الإنسانية في اليمن جراء استمرار ميليشيا الحوثي في استهداف المدنيين خاصة في تعز التي تفرض عليها حصارا خانقا منذ نحو سبع سنوات .
وأوضح التقرير أن المنظمة "وثقت "مقتل 15 مدنيا بينهم 7 أطفال وامرأة ، فيما بلغ عدد الإصابات 69 حالة بينهم 28 طفلاً و8 نساء جراء عمليات القصف بالمدفعية والطيران المسير والقنص إضافة إلى الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها جماعة الحوثي في مناطق متفرقة من اليمن ، مشيرًا إلى أن معظم الضحايا سقطوا جراء عمليات القنص التي نفذها مسلحو جماعة الحوثي ضد المدنيين في مدينة تعز .
وأشار التقرير الذي تناول "تحديات الهدنة في اليمن وأسباب عجزها في فك حصار تعز" إلى تضرر 6 منازل جراء قصف جماعة الحوثي أحياء سكنية بقذائف الهاون والأعيرة المضادة للطيران ، كما تناول التقرير انعكاسات الحصار على حركة المدنيين وتشتت الأسر .
ويرى محللون أن انتهاكات وجرائم الحوثي لم تتوقف في العديد من المناطق اليمنية وهو ما يكشف عن حقائق عديدة غائبة عن تلك الجرائم التي تقوم بها الميليشيا الإرهابية لاستهداف المواطنين واستقرار اليمن وسط صمت دولي كبير على تلك الجرائم والانتهاكات .
وأضافت التحليلات أن الميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف الأطفال والسيدات وذلك للسيطرة على المناطق المختلفة ومنها مناطق الجنوب لتحقيق وتنفيذ مخططاتها العبثية التي تسعى إليها ، وقالت أن الشعب اليمني سيقضي على ما تسعى إليه الميليشيا الحوثية في اليمن والمنطقة ، مشددة على ضرورة انتفاضة المجتمع الدولي ومساندة المدنيين في التحرر من قبضة الحوثي .
في السياق ذاته يقول حقوقيون إن هناك العديد من التقارير الحقوقية الدولية والعربية تدين وتكشف الكثير من جرائم الحوثي في اليمن ، لافتين أن تلك التقارير لم يتخذ أي موقف دولي تجاه تلك الجماعة الإرهابية وما ترتكبه في اليمن والمنطقة من جرائم بالجملة تستهدف أمن واستقرار اليمن .
وأضافوا أنه لا بد من اتخاذ موقف دولي وجادّ ضد ميليشيا الحوثي وذلك لوقف تلك الانتهاكات التي تستهدف استقرار اليمن ووحدته ، بالإضافة أن تلك الجرائم تستهدف سلامة المدنيين الذين يتم استهدافهم من قبل جماعة الإرهاب في اليمن برعاية إيرانية .
وتسري في اليمن هدنة إنسانية دخلت حيز التنفيذ في 2 إبريل الماضي وجددت مرتين لمدة شهرين واستوفت الحكومة المعترف بها والتحالف العربي تنفيذ بنودها بما فيها قرار وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية ، فيما تتنصل ميليشيات الحوثي عن تنفيذ تعهداتها بما في ذلك فتح شريان حياة إلى مدينة تعز .