إتخذت عدد من الدول الأوروبية خلال عام 2021 خطوات تعتبر الأولى من نوعها في حظر جماعات تنتمي لتيار الإسلام السياسي ومن بينها إصدار قوانين جديدة وفرض رقابة مشددة وفرض عقوبات وحظر جماعات وحل منظمات وكيانات لها علاقات أو روابط بتنظيمات الإسلام السياسي على الأراضي الأوروبية .
وكان آخر تلك الخطوات إعلان الحكومة الأسترالية الخميس تصنيف حركة حماس الفلسطينية بجناحيها العسكري والسياسي "منظمة إرهابية" لتصبح أحدث دولة غربية تقدم على هذه الخطوة .
وفى سياق متصل أكد مراقبون أن قرار الحكومة الأسترالية يمثل ضربة جديدة موجعة وشلل للحركة بفرض مزيد من التقييدات على نشاط حماس ومصادر تمويلها .
وتعد حماس جزءا من حركة الإخوان رغم إعلانها فك الارتباط بالجماعة لكنها تعمل في الواقع كجزء من تنظيمها الدولي وبالتالي سيفرض القرار قيودا على كافة المؤسسات التابعة لحماس وللإخوان داخل الأراضي الاسترالية .
ومن المتوقع أن يؤدى القرار الى تضييق الخناق على نشاط تنظيم الإخوان في أستراليا وإفشال مخطط نقل النشاط التنظيمي من بريطانيا إلى هناك الذي كانت الجماعة تعمل على تنفيذه من سنوات .
وقالت وزيرة الشؤون الداخلية الأسترالية كارين أندروز خلال الإعلان عن تصنيف 8 منظمات إن "آراء حماس والجماعات المتطرفة العنيفة الأخرى التي جرى إدراجها في القائمة اليوم مقلقة للغاية ولا مكان في أستراليا لعقائدها البغيض" وأضافت : "من الضروري ألا تستهدف قوانيننا الأنشطة الإرهابية والإرهابيين فحسب بل أيضا المنظمات التي تخطط وتمول وتنفذ هذه الأفعال" .
ويرى رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات جاسم محمد أن القرار الصادر من الحكومة الأسترالية يمثل أهمية خاصة في إطار استراتيجية المواجهة الشاملة مع التنظيمات المتطرفة والمنظمات التابعة لها مع ثبوت تورطها بعمليات إرهابية .
وأوضح أن القرارات الخاصة بحظر حماس في عدد من الدول الأوروبية اعتمدت على معلومات تفيد برصد نشاط إرهابي خلال الخطابات الخاصة بالحركة وكذلك جمع الأموال بنية تحويلها إلى أفراد وكيانات وجماعات خارجية تدعم الإرهاب في الخارج منها تنظيم جبهة النصرة وتورط المنظمة في استقطاب وتجنيد الأطفال في دول أوروبية وتلقينهم الفكر المتطرف .
وقد جاءت الخطوة الأسترالية بعد أشهر قليلة على أخرى بريطانية مما شكل ضربة قاصمة للحركة التي استولت بقوة السلاح على السلطة في قطاع غزة عام 2007 ففي نوفمبر الماضي قررت بريطانيا ضم الجناح السياسي لحركة حماس إلى القائمة السوداء بعد نحو 20 عاما من حظر لندن الجناح العسكري للحركة .
ويرى مراقبون أن التوجه الأوروبى بفرض مزيد من التقييدات على نشاط ومصادر تمويل جماعات الإسلام السياسى وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين ضربة جديدة موجعة وشلل للحركة الإرهابية .