أدانت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة فى اليمن محاولات الميليشيا للتصعيد العسكري والذي تمارسه بشكل متواصل وإصرارها على خرق الهدنة الأممية أكثر من مئات المرات خلال الفترة الماضية ، معتبرة أن الاستعراض العسكري الذي قامت به الميليشيات المدعومة من إيران تجاوز لأهم مبادئ الاتفاق وتهديد لأمن وسلامة المدينة الساحلية ، ومشددة أن الإتفاق على أن تكون المدينة الساحلية خالية من أي مظاهر عنف عسكري .
ونقلت الحكومة اليمنية للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج تخوفاتها وتقديراتها بخصوص الخروقات المتواصلة للحوثيين التي تضع الهدنة القائمة والمبادرات والمساعي المبذولة لتوسيعها وتمديدها على المحك .
فى السياق ذاته شدد وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك أثناء لقائه مع المبعوث الأممي على ضرورة البحث عن وسائل أخرى لمواجهة أساليب ميليشيا الحوثي الهمجية والاستفزازية في التعاطي مع مساعي إيقاف الحرب وتحقيق السلام ، كما ناقش بن مبارك مع جروندنبرج الهدنة الأممية وجهود السلام في ضوء الهجمات الأخيرة للحوثيين بمنطقة الضباب في تعز وخروقاتهم المستمرة لوقف إطلاق النار .
وقال مراقبون أن اللافت أن ميليشيات الحوثي لا تتوانى عن شن عملياتها العسكرية بل إن هجماتها المسلحة تتسبب في وقوع ضحايا من المدنيين والأطفال ، مؤكدين أن التحشيد العسكري الأخير كان بمثابة رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها أن الحوثي على مقربة من مضيق باب المندب وأنه اليوم أمسى أكثر قدرة على تهديد المصالح الدولية.
وأوضح المراقبون أن الحوثي يؤكد من خلال هذه الممارسات أنه لن يتردد في إرباك المصالح الدولية في المنطقة ما لم يتم الاعتراف به كسلطة أمر واقع ، مؤكدين أن الاستعراض العسكري رسالة للتحالف العربي بعد أن المعركة لم تنته ويجب استكمالها وإلحاق الهزيمة النهائية بالحوثي .
فيما يرى محللون أن اللقاء السعودي الإيراني المتوقع إجراء جولة جديدة منه خلال الشهر الجاري لن يحقق نتائج إذ إنّ الموقف الإيراني يبدو أقوى في ظل التطورات التي تجري إقليمياً وتصب في صالح مشروع الهيمنة والتمكين الذي تسعى طهران ووكلاؤها لتحقيقه .
وأضافت التحليلات أن الاستعراض العسكري الحوثي هو بالفعل محاولة لتوجيه رسائل متعددة لأطراف مختلفة في ظل الهدنة الأممية وذلك بعد أن أخفق الحوثي في توجيه تلك الرسائل من خلال الحرب المباشرة ، لافتة إلى أن الاستعراض في حد ذاته يعكس الرغبة المحمومة للميليشيات المدعومة من إيران في المواجهة والتحدي للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بما يكشف بجلاء الوجه الحقيقي للحوثي وكذا رؤيته وموقفه من الهدنة والسلام والمسار السياسي .
وقد وثق الجيش اليمني 263 خرقاً للهدنة الأممية خلال 72 ساعة مطلع الشهر الحالي وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني في بيان رسمي إن قواته تصدت لعملية هجومية ومحاولات تسلل ضمن 263 خرقاً للهدنة الأممية ارتكبتها ميليشيات الحوثي خلال يومي 31 أغسطس و2 سبتمبر في جبهات الحديدة وتعز والضالع وحجة والجوف ومأرب وتوزعت هذه الانتهاكات وفق بيان الجيش بين 63 خرقاً في محور حيس جنوب الحديدة و53 خرقاً في جبهات محور تعز، و49 خرقاً جنوب مأرب وغربها وشمال غربها و46 خرقاً في محور البرح غرب تعز .