تتحمل ميليشيات الحوثي الإرهابية مسؤولية إشعال شرارة العنف والفوضى والتدهور المأساوي للوضع الإنساني في اليمن بسبب انقلابها على الدولة ومؤسساتها وعلى المجتمع اليمني ونسيجه الاجتماعي والمدني .
ويأتى قرار الإدارة الأمريكية المرتقب بتصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية ووضع قياداتها ضمن قوائم الإرهاب ليؤكد أن العالم بات يفتح عينيه على انتهاكات هذه الميليشيا وأجندتها التخريبية التي لا تستهدف اليمن فقط بل كذلك أمن واستقرار المنطقة برمتها .
ونقلت رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة أن القرار الأمريكى قد يتم الإعلان عنه بحلول يوم الإثنين قبل أيام من تولي إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في 20 يناير .
هذا القرار يمكنه أنه يشكل عامل ضغط إضافي على الحوثي ومنظمته الإرهابية وقد يجبر قادتها على العودة بشكل جاد للمشاورات السياسية والتوصل إلى حل شامل وفق المرجعيات الثلاث .
كما أن أهمية هذا القرار تأتي بتحدد طبيعة الميليشيا التي اختطفت القرار اليمني ويمثل اعترافاً كاملاً ودامغاً بأهمية وشرعية جهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في دعم الشرعية اليمنية والوقوف إلى جانب الشعب اليمني الذي يواجه واحدة من أسوأ التنظيمات المتطرفة التي شهدتها المنطقة.
أن إنهاء التمرد الحوثي الذي يأخذ اليمن رهينة ويستغله في محاولة تمرير أجندات إقليمية خبيثة إنما هو مسؤولية أخلاقية يتحملها ضمير العالم الحر وقرار الإدارة الأمريكية يأتي في سياق الاستجابة لهذه المسؤولية ، فاستمرار الصمت الدولي على جرائم مليشيا الحوثي سيطيل معاناة اليمنيين ويجعل اليمن مرتعا للإرهاب ومصدرا لنشره في المنطقة والعالم ومن غير المنطقي استمرار التجاهل لإرهاب منظم يفتك بـ 30 مليون يمني ويهدد أمن الطاقة وخطوط الملاحة في أهم الممرات الدولية .
ووفق إحصاءات يمنية رسمية فجرت مليشيا الحوثي 898 منزلا وممتلكاً خاصاً ومنشأة عامة بينها 753 منزلاً سكنياً و45 مسجداً وداراً للقرآن و36 مدرسة ومرفقاً تعليمياً وحولت 160 مسجداً إلى ثكنات عسكرية واستراحات لعناصرها .
ونهاية ديسمبر الماضي أقدمت المليشيا على تفجير مطار عدن جنوبي اليمن الذي أسفر عن سقوط 135 قتيلاً وجريحاً من المدنيين والصحفيين وموظفي الصليب الأحمر الدولي ولاقى إدانات دولية عديدة .
وعلى المستوى الخارجي واصلت المليشيا أعمالها الإرهابية والإجرامية التي مثلت تهديداً لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية والمنطقة ككل، بل وأيضاً للأمن العالمي من خلال تهديد حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وتهديد تجارة النفط العالمية والمنشآت النفطية السعودية .
بدوره أكد الجيش اليمني على أن تصنيف مليشيا الحوثي "جماعة إرهابية" يفتح الطريق على مصرعيه أمام محاكمة المليشيا دوليا على الجرائم التي ترتكبها ، كما دعت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ موقف واضح تجاه تصاعد جرائم الحرب الوحشية التي تشنها مليشيا الحوثي .
كما أشاد مجلس النواب اليمني بإعلان الإدارة الأمريكية اعتزامها تصنيف ميليشيا الحوثي جماعةً إرهابية ووضع قيادتها على قائمة الإرهاب ، وأكد المجلس في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية أن العالم أدرك وتأكد له حقيقة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ، مشيرا إلى ما تقوم به الميليشيات من تدمير لليمن وما تشكله من خطر على السلم والأمن الدوليين .
وإجتمعت كافة الإطياف اليمنية على أن خطوة واشنطن المرتقبة هى السبيل الوحيد لوقف التهديدات الإرهابية وحماية الأمن والسلم الإقليمي والدولي حيث ستدعم الحكومة الشرعية في معركة استعادة الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار في كافة الأراضي اليمنية ، كما أنها ستشكل تحركاً مهما لعزل هذه المليشيات ومحاصرتها إقليمياً ودولياً وقطع أي مصادر تمويل لها .