الخميس، 23 سبتمبر 2021

جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن الصومال

أجرى مجلس الأمن أمس مشاورات طارئة بشأن الأزمة السياسية المتفاقمة في الصومال التي قد تهدد إجراء الانتخابات هناك المعطلة منذ فترة طويلة وتزيد من زعزعة الاستقرار بمنطقة شرق إفريقيا.

وأعربت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد التي دعت إلى جلسة إحاطة مغلقة للمبعوث الخاص للأمم المتحدة جيمس سوان عن قلقها الشديد بشأن التوترات المتصاعدة بين رئيس الوزراء ورئيس الدولة في الصومال .

وجاء الاجتماع بعد بيان الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو الخميس الماضي الذي قال فيه إنه علق صلاحيات رئيس الوزراء في الصومال محمد حسين روبل في تعيين وفصل المسؤولين .

وشددت وودوارد على أن التوترات المتزايدة في الصومال لها تداعيات على العملية الانتخابية في الصومال ويمكن أن تؤدي إلى أزمة دستورية تضاف إلى التحديات الأخرى في البلاد المتمثلة في متطرفي حركة الشباب و المجاعة والجراد والجوع .

وقالت وودوارد إن "مجلس الأمن يجب أن يواصل الضغط لإعادة العملية الانتخابية إلى مسارها الصحيح ورؤية رئيس الوزراء والرئيس يحلان خلافاتهما بسرعة لضمان الأمن والسلام والاستقرار الذي يحتاجه الصومال" .


وقالت وودوارد : "إن ما يحدث إلهاء خطير للغاية عن المهمة الأساسية المتمثلة في المضي قدما في الانتخابات ، وإن المخاطر التي يتعرض لها الشعب الصومالي  والمخاطر المتعلقة بإعطاء الشباب مساحة أكبر هي بالفعل كبيرة للغاية ، لذلك نريد الخروج من هذا الوضع في أقرب وقت ممكن" .

وازداد الضغط على الرئيس فرماجو منذ فشل الانتخابات المقررة في 8 فبراير بسبب عدم الاتفاق على كيفية إجراء التصويت وانهارت المحادثات بين الحكومة الفيدرالية والقادة الإقليميين التي بدأت في مارس في أوائل أبريل .

أدت ثلاثة عقود من الفوضى من الحرب إلى سيطرة حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة على أجزاء كبيرة فى البلاد وظهور جماعات مرتبطة بداعش إلى تمزيق البلاد التي بدأت للتو في إيجاد موطئ قدم لها في السنوات القليلة الماضية .


الأحد، 13 يونيو 2021

محتجون صوماليون يطالبون بمعرفة مصير ابنائهم

خرج مئات من آباء وأمهات أطفال صوماليين فى مسيرة حاشدة يوم الجمعة بالعاصمة الصومالية مقديشيو احتجاجا على ارسال ابنائهم سرا الى اريتريا ، ورفع المحتجون لافتات مناهضة للرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو مطالبين بكشف مصير أبنائهم .

وتتمسك أمهات الأطفال الذين ارسلوا مع جنود الى اريتريا بالحصول على معلومات عن أبنائهن وفتح قنوات اتصال معهم وإعادتهم إلى البلاد .

وفي وقت سابق كشف تقرير أممي صادر عن المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في إريتريا محمد عبدالسلام بابكر نقل جنود صوماليين من معسكرات التدريب في إريتريا إلى خط المواجهة في إقليم تجراي حيث رافقوا القوات الإريترية .

وردا على التقرير الأممي نفى وزير الإعلام الصومالي عثمان دبي مشاركة القوات الصومالية بالأحداث الدائرة في إقليم تجراي مشيرا الى إرسال قوات صومالية إلى إريتريا بهدف التدريب وفق سياسة التدريب والتأهيل للجيش الصومالي .

من ناحية أخرى تحدثت تقارير عن وصول أول مجموعة في أغسطس 2019 واستمرت حتى عام 2020 حيث قدرت عدد المجندين ما بين 3 آلاف إلى 7 آلاف موزعين على 4 معسكرات على الأقل في إريتريا .

كما ذكرت وسائل إعلام صومالية أن المرشح للانتخابات الرئاسية عبد الكريم جوليد وصف الزج بقوات صومالية في الحرب بإقليم تيجراي الإثيوبي بأنه خيانة وطنية وأمر مروع .

وطالب المرشح الرئاسي الصومالي الحكومة الفيدرالية بالرد على ما وصف بالإجراء "غير المقبول" مشددا على أنه " لن يقبل من الرئيس المنتهية ولايته أن يقوم بتضليل الشعب الصومالي ويجب تقديم رد مناسب وفوري".

ووصف جوليد ما جرى بـ"فضيحة كبرى لا يمكن التغاضي عنها" موجها انتقادات حادة للرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو لأنه حسب وصفه "اعتاد على التهرب من الحقيقة ومشاركة الشعب في ما يحدث من الأمور".

منذ وصول محمد عبدالله فرماجو للحكم في فبراير 2017 تفاقمت ازمات الصومال المنهك بالصراعات الأمنية والقبلية المميتة وتصاعدت موجات الإرهاب فضلا عن التدهور الذي طال جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية .

وأخفق فرماجو في علاج مختلف الملفات الشائكة في الصومال ووصل الأمر بين الفرقاء إلى وقف التنسيق الذي أعلنه مجلس تنسيق الولايات كحل أخير لقضية التدخلات الرئاسية من مقديشو في الشؤون السياسية والأمنية لبقية الولايات .



الخميس، 29 أبريل 2021

المعارضة الصومالية تصر على رحيل فرماجو

أعلن مرشحو الرئاسة في الصومال اليوم الخميس أنه لا تراجع عن إجراء انتخابات جديدة تنهي ولاية الرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو .

ورفض أعضاء من المعارضة الصومالية الانسحاب من مواقع حصينة في العاصمة بعدما حاول الرئيس نزع فتيل مواجهة مسلحة بالتعهد بالمثول أمام البرلمان لمناقشة مقترح بتمديد ولايته لمدة عامين .

وأدى مقترح التمديد الى انقسام بعض قوات الأمن على أساس عشائري وأجبر ما بين 60 ألفا و 100 ألف على الفرار من منازلهم عقب اشتباكات يوم الأحد أثارت المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين الفصائل عالية التسليح المؤيدة للرئيس والمناهضة له .

وفى بيان عاجل أعرب مجلس الأمن الدولى عن قلقه العميق إزاء استمرار المأزق السياسي والخلاف بين القادة السياسيين الصوماليين على كيفية إجراء الانتخابات ، داعيا الى حوار غير مشروط بين الصوماليين لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد.

كما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولين في الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات في الصومال إلى التوافق على نموذج انتخابي وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت .

ولاية الرئيس محمد عبد الله فرماجو انتهت في فبراير الماضي لكن الخلاف بشأن الانتخابات حال دون انتقاء مجموعة جديدة من المشرعين لمهمة اختيار رئيس جديد وجاءت دعوات التهدئة والعودة لطاولة الحوار بعد تفاقم الأزمة واتساع نطاق القتال ليشمل مناطق مختلفة من البلاد وانشقاق وحدات من القوات الموالية لفرماجو وانضمامها للمعارضة وهزيمة القوات الموالية لفرماجو في مناطق الاشتباكات .


الأربعاء، 14 أبريل 2021

فرماجو يتحدى إرادة الشعب الصومالى

وافق البرلمان الصومالي على مقترح تمديد ولاية الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو عامين إضافيين والتحضير لإجراء انتخابات رئاسية مباشرة.

وبعد موافقة أغلبية أعضاء البرلمان وقع فرماجو على قانون يقضي بتمديد صلاحيات الرئيس والبرلمان لمدة عامين إضافيين وذلك على خلفية تعثر إجراء انتخابات جديدة في الصومال وسط خلافات بين القوى السياسية بشأن شروط تنظيمها .

ويسود العاصمة مقديشو مخاوف من رد فعل داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية بعد قرار التمديد وإلغاء مسار العملية الإنتخابية خاصة بعد أصدر فرماجو مرسوما جرد بموجبه الجنرال صادق جون المدير السابق لشرطة العاصمة مقديشو من الرتبة العسكرية وكذلك من حقوقه الأخرى على خلفية محاولته منع عقد جلسة مجلس الشعب الصومالي لإقرار التمديد بإعتباره يشكل خطرا على الأمن والاستقرار.

وتتخوف المعارضة الصومالية أن تدخل محاولة فرماجو المتشبث بالسلطة البلاد في مأزق سياسي يقود الى انقسام السلطة التشريعية ويقود المشهد الصومالي إلى نظامين متوازيين مما قد يجر البلد الأفريقي المتوتر إلى العنف.

وردا على قرار التمديد عقد منتدى الإنقاذ الوطني الذي يضم رئيس مجلس الشيوخ بالبرلمان الفيدرالي المتنهية ولايته عبدي حاشي عبد الله وولايتي بونتلاند واتحاد المرشحين الرئاسيين ومجلس السياسيين المنحدرين من أرض الصومال اجتماعا شددوا خلاله على أن قرار التمديد الذي صادق عليه مجلس الشعب الصومالي لاغيا وأشاروا إلى أنه يشكل خطرا على الأمن والاستقرار ووحدة الشعب الصومالي .

وتعهد المنتدى باتخاذ كل الخطوات المتاحة بالتشاور مع قطاعات الشعب الصومالي المختلفة لمواجهة التمديد غير القانوني والتصدي لمحاولة اختطاف مصير البلاد، والعمل على إيجاد حلول لإدارة المرحلة الانتقالية.

ويتجاهل هذا قرار التمديد تحذيرات المجتمع الدولي لفرماجو ، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن "دخول هذا التشريع حيز التنفيذ سيؤدي لعقبات خطيرة في طريق الحوار وسيقوض السلام والأمن في الصومال بشكل أكبر".



السبت، 3 أبريل 2021

فرماجو فى مواجهة المجتمع الدولى

يعد الفشل في الحوار السياسي حول الانتخابات بين الرئيس الصومالى محمد عبد الله فرماجو ورؤساء الولايات وتجدد تعثره في كل جولة يسعى المجتمع الدولي لإرسائها نقطة ساخنة تضع فرماجو قريبا بمواجهة المجتمع الدولي .

وقد دفع هذا التعثر المجتمع الدولي لأخذ زمام المبادرة وطرح آلية دولية تجبر قادة الصومال على الالتزام وتكون الأمم المتحدة ممثلة بالجهود الدولية صاحبة التنفيذ الفعلي .

ويسعى فرماجو إلى تقويض تأثير المجتمع الدولي في الصومال بداية بطرد المبعوث الأممي الخاص نيكولاس هيسوم في يناير 2019 على خلفية تعليقه على أحداث عنف بولاية جنوب غرب الصومال عقب انتخابات محلية اختطفها فرماجو لصالح سياسي موال له .

لكن مراقبين يرون أن المجتمع الدولي عازم على إنقاذ الصومال من تعنت وعنجهية فرماجو في هذه الفترة الانتقالية وأنه لن يأخذ تلك التصريحات على محمل الجد ، فى حين يرى متابعون أن هناك ملفات أخرى تزيد المواجهة سخونة بين فرماجو والمجتمع الدولي مثل خلق الرئيس المنتهية ولايته في كل مرة عقبات أمام المشاورات السياسية بين قادة البلاد .

تلك العقبات الهدف منها إطالة أمد فرماجو للبقاء فى السلطة ورفض المجتمع الدولي إفشال مبادراته ، إضافة إلى استمرار الغموض في مصير انتخابات توافقية ونزيهة واستخدام الجيش في تحقيق أجنداته الشخصية ومهاجمة المعارضة .

انتهت ولاية فرماجو الدستورية ومدتها 4 سنوات في 8 فبراير وأعلنت المعارضة عدم اعترافها به رئيسا للبلاد منذ ذلك الحين ، لكن خلال الأسابيع الماضية بدأ فرماجو بالتحالف مع رئيس البرلمان للتمديد للرئاسة والبرلمان لمدة عامين مما أثار ردود فعل من المعارضة والمجتمع الدولي .

من جهتها رفضت دول ومنظمات أبرزها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية رفضها القاطع التمديد للمؤسسات الدستورية وطالبوا بإجراء الانتخابات العامة بأسرع وقت دون مزيد من التأخير .

كما أشارت تقارير صومالية إلى أن سفراء عدد من دول الأوروبية في مقديشو تواصلوا هاتفيا مع رئيس البرلمان وفرماجو مؤكدين رفضهم التمديد ، كما حذروا من أن رئيس البرلمان سيتحمل مسؤولية ذلك بشكل شخصي في حال الإقدام على الخطوة وأفضت إلى سيناريوهات غير حميدة .

الاثنين، 15 مارس 2021

حلم التمديد يسيطر على الرئيس الصومالى

الرئيس الصومالى المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو يستخدم جائحة كورونا كورقة ضغط للمماطلة في إجراء الانتخابات التي لا يسعى خلالها إلى تسليم السلطة .

تعنت فرماجو أدى إلى خروج الاحتجاجات التي دعت إليها المعارضة وحاول النظام عرقلتها بشتى الوسائل ، فضلا عن القمع واستهداف ومحاولات اغتيال مرشحين رئاسيين مشاركين بالاحتجاجات .

إتحاد مرشحي الرئاسة الذي يعد أقوى وأكبر كتلة معارضة في الصومال ويضم نحو ١٤ شخصا بينهم رؤساء سابقون ورؤساء حكومات وولايات ووزراء سابقون طالب فرماجو بترك منصبه بعد إنتهاء ولايته مؤكدا أن استمراره بالحكم يخالف الدستور .

ويرى مراقبون أن السبب الحقيقي وراء فشل مؤتمر طوسمريب هو مماطلة وتعنت فرماجو بشأن حلول تتطلب تنازلات في إطار الدستور بعد أن وجه دعوة رسمية لرؤساء الولايات تحت ضغوط المجتمع الدولي لعقد المؤتمر .

ويعتبـــر المراقبـــون أن تركيا لعبت دورا رئيسيا إلى جانب قطر في التحركات السياسية والعسكرية في الصومال طيلة السنوات الماضية عبر محاولة التحكم في المشهد السياسي ومساندة الحلفاء السياســـيين الصومالييـــن خاصة بعد تأجيل الانتخابات الرئاســـية التي كانت مقررة الشهر الماضي .

وبدا من الواضح أن فرماجو لا يرغب في إنجاح أية مفاوضات لإدراكه أن أي نتائج إيجابية للاجتماعات ستضع نهاية لحكمه مما يفقده حلم التمديد الذي يراوده منذ أكثر من  عام .

ويتوقع محللون أن تلعب دول ومنظمات معنية بالشأن الصومالي دورا حاسما في إجراء انتخابات توافقية ووضع خارطة طريق بعد فشل الصوماليين في التوصل إلى صيغة مشتركة تفاديا لانزلاق الأوضاع الأمنية والسياسية نحو المجهول .