الأربعاء، 27 أبريل 2022

إنتهاكات تهدد حياة العمال فى قطر

تدين المنظمات غير الحكومية الدولية باستمرار قطر بسبب المعاملة التي يتلقاها مئات الآلاف من العمال القادمين من آسيا خصوصا في مواقع البناء الرئيسية لكأس العالم .

وفي 2017 وبعد سنوات من ممارسة الضغط الدولي المتصاعد وقعت حكومة قطر اتفاقية مع منظمة العمل الدولية فوعدت بمعالجة قضية استغلال العمال على نطاق واسع و“مواءمة قوانينها وممارساتها مع معايير العمل الدولية“ وقدمت بصيص أمل لأولئك الذين يساهمون كثيراً في تحقيق حلم البلاد في استضافة بطولة كأس العالم .

وقالت منظمة العفو الدولية فى تقرير لها أن جوهر الانتهاكات التي يواجهها العمال الأجانب يكمن في نظام "الكفالة" في قطر الذي يربط العمال الأجانب قانونياً بأرباب عملهم وعلى مدى العقد الماضي أظهرت منظمة العفو الدولية وغيرها كيف أن النظام الذي منع العمال حتى وقت قريب من تغيير وظائفهم أو حتى مغادرة البلاد دون إذن من صاحب العمل يوقع العمال الأجانب في براثن حلقة من الانتهاكات .

وعلى الرغم من الإصلاحات المهمة لنظام الكفالة لا يزال العمال الأجانب في قطر مرتبطين بأرباب عملهم الذين يعملون بمثابة "الكفيل" الرسمي من لحظة دخولهم البلد وطوال فترة عملهم ولا يستطيع العمال الأجانب أن يطلبوا أو يجددوا تصاريح إقامتهم بأنفسهم ويتحمل الكفيل مسؤولية القيام بذلك ومع ذلك إذا تقاعس الكفيل عن تجديد التصريح فإن العامل هو الذي يواجه العقوبة .

في الواقع لا يزال أرباب العمل يتمتعون بالحق القانوني في إلغاء تصاريح إقامة العمال أو توجيه تهمة الهروب ضد العمال الأجانب الذين يتركون وظائفهم دون إذن. ثم يفقد العمال الوافدون حقهم في البقاء في قطر وبالتالي يواجهون الاعتقال والترحيل ويديم هذا النظام اختلال توازن القوى لصالح أرباب العمل ويزيد من مخاطر الانتهاكات العمالية .

وأضاف التقرير أنه حتى اليوم لا يزال الواقع بالنسبة للعديد من العمال الأجانب في قطر قاسياً وسيظل كذلك حتى اكتمال عملية الإصلاح وتنفيذها بشكل أفضل في الممارسة وتطبيقها بفعالية ويجب على الحكومة أيضاً اتخاذ المزيد من الإجراءات لضمان توفير الحماية لجميع العمال لأنه في حين أن التغييرات القانونية الأخيرة قد تجعل من الأسهل الهروب من حالات المعاملة السيئة فمن غير المرجح أن تضع حداً للإساءات نفسها .


الأحد، 24 أبريل 2022

كأس العالم فى قطر قائمة على الإستغلال

كشفت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية فى تقرير لها عن مأساة أسر عدد من العمال المهاجرين الذين راحوا ضحية الانتهاكات القطرية .

ويشير التقرير إلى العامل النيبالي سانجيب رايا الذي توفي في مواقع العمل القطرية بسبب قصور في القلب عن عمر يناهز 28 عاما الذى تؤكد عائلته أنه كان بصحة جيدة قبل توليه الوظيفة الشاقة في قطر . 

ونقل التقرير عن الأب قوله إن ابنه "عمل حتى الموت مقابل جنيه إسترليني واحد للساعة في دولة قطر التي تستضيف كأس العالم" ، إذ عمل سانجيب رايا 12 ساعة في اليوم في درجة حرارة 40 درجة مئوية كعامل بناء للطرق .

وقامت الشركة التي عمل بها العامل النيبالي المتوفى ببناء ملعب البيت بسعة 60 ألف متفرج والذي ستلعب عليه إنجلترا مع الولايات المتحدة في 25 نوفمبر لكن سانجيب لقي حتفه بسبب قصور في القلب عن عمر يناهز 28 عامًا.

وتقول والدة رامبريا وهو عامل مزرعة نيبالي لصحيفة صنداي ميرور : " إنها إهانة لذكرى ابني والمهاجرين الآخرين فقد تم بناء هذا الاستاد على دماء وعرق العمال المهاجرين."

وأضاف عم سانجيب هاري نارايان 30 عاما إن " ابن أخيه مات فهل سيدفع الفيفا تعويضات؟ أنا لا أعتقد ذلك فأيديهم ملطخة بالدماء" ، وبعث المواطن النيبالي برسالة إلى لاعبي إنجلترا قائلاً : "أريد أن أبعث برسالة إلى لاعبي إنجلترا مفادها أن الحكومة القطرية قد استغلت العمالة الرخيصة من نيبال وهذا ما يجب أن يفهمه اللاعبون أنفسهم .. أنا غاضب، ولكن ماذا أفعل من هنا ؟ ".

وأشارت "ذا ميرور" إلى أن سانجيب هو واحد من 6500 مهاجر فقدوا حياتهم خلال العمل في البنية التحتية في قطر واستعدادات الإمارة الصغيرة لكأس العالم .

وتظهر قسائم الرواتب أنه كان يكسب 218 جنيها إسترلينيا شهريا في العاصمة الدوحة كعامل طريق في شركة جلفار المسند ، كما أكدت شهادة وفاة سانجيب أنه توفي بسبب أزمة قلبية بعد انهياره في مكان إقامته المؤقت .

بينما تصر اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن إنشاءات كأس العالم في قطر على أن سانجيب لم يعمل في أي مشاريع تشكل رسميا جزءا من كأس العالم .

وتقول عائلة العامل النيبالي الضحية إن الأيام الطويلة والشاقة تسببت في خسائر مأساوية وإنه كان على سانجيب أن يكدح لمدة أسبوعين لادخار مبلغ لا يشتري أكثر من كرة مباراة واحدة في كأس العالم وأديداس لرحلة بـ 130 جنيها إسترلينيا .

وبحسب التقرير توفي سانجيب في 27 نوفمبر 2021 وتم نقل جثته إلى قريته المتواضعة سونوما في صندوق خشبي بعد ثمانية أيام .

وتظهر الوثائق أن أسرته حصلت على 1500 جنيه إسترليني كـ "تسوية نهائية" من قبل شركة جلفار المسند وهو مبلغ ضئيل أمام 150 مليار جنيه إسترليني تم إنفاقها على البنية التحتية قبل البطولة .

وتقول عائلة سانجيب إن وفاته تشكل استهزاء بتعهد السلطات عام 2015 "بالحفاظ على حقوق وكرامة جميع الأفراد الذين سيعملون على إنجاح البطولة".

فيما قال والد رامبريا : " كنا فقراء قبل أن يغادر والآن دمرتنا وفاته وهذه الشركات مسؤولة عن وفاة ابني" ، متهما حكام قطر من عائلة آل ثاني بتمويل كأس العالم لتعزيز صورة أمة هي الأغنى على وجه الأرض من حيث نصيب الفرد فيها لكنها غارقة في انتهاك حقوق الإنسان .

ويقول المتابعون: إن الكأس القطرية "مبنية على أساس الاستغلال" ، ففي عام 2013  ظهر أن 44 عاملاً نيباليا ماتوا في قطر في غضون شهرين وبعد عام تم الكشف عن أن بعض العمال يتقاضون 45 بنسا للساعة .

بينما تشكك قطر في تقارير منظمة العفو الدولية التي تقول بأن 6500 عامل مهاجر لقوا حتفهم منذ عام 2011 وبصرف النظر عن برنامج البناء فقد أُثيرت مخاوف بشأن سجل قطر الأوسع لحقوق الإنسان في العديد من الجوانب .

وقال جاريث ساوثجيت مدرب إنجلترا : إنه ولاعبيه سيثيرون مخاوف حقوق الإنسان قبل وأثناء النهائيات .

ويقول نشطاء : إن العمال المهاجرين يدفعون للوسطاء للطيران لمسافة 2000 ميل إلى الخليج وتترك العائلات المنكوبة بالفقر في أكواخ بلا دخل إذا أصبح أحد أحبائهم ضمن قائمة القتلى ، وتنتشر قصص مماثلة توجع القلب في هذه المنطقة الجنوبية من نيبال، حيث تدفق 150.000 من 800.000 من السكان المحليين إلى الشرق الأوسط في محاولة يائسة للعمل .

ويقول آني روضة مدير مشروع الهجرة الأكثر أمانا : " هذا يجعلني غاضبا جدا فهؤلاء المهاجرون يعملون بجد لبناء الملاعب لكنهم لن يكونوا قادرين على تحمل تكاليف مشاهدة المباريات ، مضيفًا "إنه تمييز ضد العمال وانتهاك لحقوق الإنسان".



الاثنين، 14 ديسمبر 2020

أموال قطر السياسية المسمومة

التحقيق الذي بدأ في الكونجرس الأمريكي الأيام القليلة المنصرمة والخاص بعلاقة قطر بصهر الرئيس ترامب ومستشاره السياسي جاريد كوشنر هو السبب في فتح ملفات قطر سيئة السمعة .

القصة تدور حول مشاركات مالية قطرية مشبوهة مع صهر الرئيس لتوفير قرابة 1.2 مليار دولار كان كوشنر يحتاج إليها بشكل عاجل ضمن صفقاته العقارية في جزيرة مانهاتن بنيويورك .

فات القطريين وهم يحاولون اختراق البيت الأبيض أن هناك قوانين متعلقة بالأوضاع المالية للعاملين في أي إدارة أمريكية وتعرف بتضارب المصالح الفيدرالية وترقى إلى مستوى الجرائم التي تستوجب السجن والفضيحة الأخلاقية ولا يقتصر الأمر فقط على ساكني البيت الأبيض، بل يمتد كذلك إلى أقاربهم وعائلاتهم .

الفضيحة القطرية الأخيرة تبين بما لا يدع مجالا للشك أن الديمقراطية الأمريكية حتى وإن كانت تباع على الأرصفة في بعض الأحيان وبخاصة في أزمنة الإنتخابات المختلفة بدءا من اختيار أصغر عمدة لمدينة أمريكية نائية ووصولا إلى سباق الانتخابات الرئاسية إلا أن لها أنيابا تتمثل في يقظة ووعي أصحاب القرار السياسي من نواب وشيوخ الشعب تحت قبتي الكونجرس .

عدة أسئلة تطرح ذاتها على مائدة الحديث بقوة في واشنطن، وفي المقدمة منها، وربما أهمها: “هل تجئ كارثة صفقة قطر – كوشنر، لتفتح كافة أضابير قطر لاختراق الداخل الأمريكي عبر جناحين يمثلان أهم ركائز الدولة الأمريكية، الإعلام والتعليم؟

الحديث عن المحاولات القطرية المستمرة والمستقرة لإيجاد موطئ قدم للسياسات القطرية في المؤسسات التعليمية الأمريكية بات أمرا معروفا للقاصي والداني ، فيما الإعلام الأمريكي حال الكثير جدا من مؤسساته يغني عن سؤاله مما جعل كبار العقول الأمريكية تتساءل: إلى متى تستمر قطر في لعب هذا الدور المخرب في الداخل الأمريكي ؟ .

الجواب ولاشك يرتبط بمحاولة قطر غسل سمعتها وتبرئة قيادتها من الاتهامات الموجهة إليها، والتي تثبت الأحداث صحتها يوما تلو الآخر، وفي مقدمتها تمويل الإرهاب المعولم ودعم الجماعات الإرهابية الخارجة عن القانون ، فيما الطامة الكبرى موصولة بتبني مشروعات الإسلام السياسي وجعلها خناجر في خواصر الدول العربية  .

على أن الاختراق الأمريكي الأخير لصهر ترامب يشير إلى الطموحات القطرية الممجوجة في الوصول إلى البيت الأبيض ، ولهذا ستكون التحقيقات التي بدأها النواب الديموقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي كارثية التبعات والإستحقاقات بالنسبة للدوحة وبخاصة بعد محاولات جدية لتمويل حملات أعضاء في الكونجرس خلال الانتخابات البرلمانية 2018 و2020 وهي قصة تناولتها أقلام الإعلام الأمريكي من قبل.

علامة استفهام أكثر عمقا في إطار الفضيحة القطرية الأخيرة : هل جاءت المساهمة القطرية المليارية في مشروعات صهر ترامب العقارية كأداة من أدوات التأثير على صناعة القرار الأمريكي ، ثم وهذا لا يقل أهمية : هل أمريكا بريئة من التلاعبات القطرية أم أنها تفتح لها دروبا واسعة معبدة للغزل على المتناقضات ؟ .

الجزء الأول من التساؤل يقودنا إلى الألاعيب القطرية التي تسخر فيها أموالها المسمومة لخدمة أغراضها السياسية غير الناجعة أمس واليوم وغدا ، ذلك أن تفاصيل القصة تشير إلى أن قطر رفضت دعم كوشنر في 2012 ، وتاليا حين تفهمت إدارة ترامب أسباب المقاطعة العربية الرباعية لقطر سارعت الأخيرة إلى تقديم الرشوة المقنعة في صورة عقد إيجار ضمن برج كوشنر ولمدة مائة عام وتم دفع المساهمة المالية مقدما والهدف ولاشك هو محاولة تسخير الصهر لعلاقاته مع العواصم العربية لإنهاء الحصار أو تخفيفه وإيجاد مسارب خلفية للدبلوماسية القطرية للفرار من تبعات الحصار الذي تتحمل الدوحة أسبابه .

القسم الثاني من علامة الاستفهام يقودنا إلى القطع بأن إدارة ترامب غير ملائكية وغير بريئة بالمطلق وهو أمر ستميط عنه التحقيقات اللثام ولمعرفة إلى أي حد ومد تم استخدام ذهب المعز القطري في بلورة توجهات مساندة للدوحة والقائمين عليها .

الأحد، 13 ديسمبر 2020

قطر بوابة تجنيس الإرهابيين


قطر باتت بوابة لتجنيس المعارضين والإرهابيين نكاية في دولهم لتوفير مأوى لهم يكون منطلقا لهم للإضرار ببلادهم فقد قامت خلال السنوات الماضية بمنح جنسيتها لعناصر إرهابية لجأت للدوحة واستخدمتهم للتخطيط وتنفيذ عمليات في الدول العربية .

وبالتزامن مع ذكرى مرور 3 أعوام على قيام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في 5 يونيو2017 بمقاطعة قطر لدعمها الإرهاب ، أصدرت الدوحة قبل أيام قرارا جديدا بشأن اللجوء السياسي لتقنين إقامة الإرهابيين المقيمين على أراضيها .

القرار يأتي ضمن سلسلة إجراءات وسياسات قامت بها الدوحة لدعم الإرهابيين وتوفير ملاذات آمنة لهم مع إصدار قوانين في الوقت نفسه بزعم مكافحة الإرهاب والتى كانت هي من تقوم بمخالفتها في مؤشر على استمرار سياستها الداعمة للإرهاب .

إرهاب قطر سبق أن فضحته وثائق "آبوت آباد" التي تمت مصادرتها عقب اقتحام القوات الأمريكية مخبأ بن لادن في باكستان في مايو 2011 في عملية أسفرت عن مقتله والتي تؤكد اعتبار تنظيم القاعدة الإرهابي قطر مكانا آمنا لإقامتهم .

وتكشف أيضاً تلك الوثائق علاقة التنظيم القوية بتنظيم الحمدين في قطر وثقته فيهم إذ حذر بن لادن نجله حمزة الذي كان يقيم في إيران من الوثوق في النظام الإيراني ونصح في رسالة كتبها إلى أبنائه وإحدى زوجاته المقيمين في إيران بترك ممتلكاتهم والتوجه إلى قطر كطرف موثوق ، مشيراً إلى أنها الجهة الأسلم لتلافي الأزمات المقبلة .

وكشفت رسائل بن لادن أيضاً عن رغبته في أن ينتقل نجله حمزة إلى قطر لدراسة العلوم الشرعية حتى يتمكن من مقاومة التشكيك في الجهاد وترسيخ قناعته .

كل ذلك تنبهت له الدول الداعية لمكافحة الإرهاب منذ عام ٢٠١٣ لذلك تم التوقيع على اتفاقية الرياض في 23 نوفمبر 2013 التي أقر فيها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بالالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول مجلس التعاون الخليجي بشكل مباشر أو غير مباشر وعدم إيواء أو تجنيس أي من مواطني دول المجلس ممن لهم نشاط يتعارض مع أنظمة دولته إلا في حال موافقة دولته ، وعدم دعم الإخوان المسلمين أو أي من المنظمات أو الأفراد الذين يهددون أمن واستقرار دول مجلس التعاون عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي .

كان عدم التزام قطر بالاتفاقية أحد أبرز أسباب إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعتها الدوحة منذ ٥ يونيو ٢٠١٧ لدعمها الإرهاب .

الاثنين، 30 نوفمبر 2020

عمال قطر فريسة سهلة للفيروس اللعين

سلطت منظمة الدفاع عن الديمقراطيات في الولايات المتحدة الضوء على الأوضاع المأساوية للعمال الأجانب في قطر ، مشيرة إلى دور السلطات القطرية في تردي أحوالهم وتركهم فريسة سهلة لفيروس كورونا المستجد، ومحذرة من عواقب خطيرة .

وكشف تقرير حديث للمنظمة صدر خلال وقت سابق من العام الجاري أنه "مع تفاقم وباء كورونا المستجد في قطر عاد سجل حقوق الإنسان السيئ في هذا البلد إلى دائرة الضوء" مشيرا إلى إغلاق الدوحة معسكرات العمل المزدحمة التي تؤوي العمال الوافدين .


وأقر مسؤول قطري بحقيقة هذا الأمر إذ قال مدير إدارة تفتيش العمل في وزارة التنمية الإدارية والشؤون الاجتماعية في أبريل الماضي إن معظم الانتهاكات التي تحدث في معسكرات العمال تعود لأنها تستوعب عمالا أكثر من قدرتها بكثير .

وتظهر تقارير مصورة وتحقيقات لمنظمات حقوقية عالمية، الأوضاع الصعبة التي تعيشها عمالة كأس العالم الأجنبية، والتي تلخص سهولة وقوعهم فريسة لفيروس كورونا بسبب اكتظاظهم في مكان إقامتهم كإحدى نتائج الإهمال التي يعانون منها من قبل أرباب الأعمال والحكومة القطرية بالدوحة .

ومن بريطانيا إلى فرنسا وسويسرا، نشرت العديد من وسائل الإعلام تقارير تتهم النظام القطري بالتضحية بالعمال الأجانب وتعريض حياتهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا نتيجة ضعف إجراءات حمايتهم وتدني ظروفهم المعيشية .

يعمل في قطر حوالي مليوني عامل أجنبي، معظمهم من جنوب آسيا، العديد منهم في مشاريع البناء المتعلقة بكأس العالم 2022 ويعملون بأجور زهيدة وساعات عمل طويلة ورعاية صحية شبه معدومة .

الأحد، 29 نوفمبر 2020

العمالة الوافدة فى قطر : سرقة أجور وأنتهاك حقوق


 لا يزال العمال الأجانب في قطر مرتبطين بأرباب عملهم الذين يعملون بمثابة "الكفيل" الرسمي للعمال من لحظة دخولهم البلد وطوال فترة عملهم على الرغم من الإصلاحات التشريعية المُدعاة لنظام الكفالة .

انتهاك حقوق العمالة ارتقى إلى مستوى سرقة الأجور على نطاق غير مسبوق مما أدى إلى تعرض هؤلاء العمال لأزمات كبيرة جعلتهم غير قادرين على إرسال الأموال إلى أسرهم أثناء الوباء .

قطر ضربت عرض الحائط بكل المبادئ والقواعد القانونية المتعلقة بحقوق العمال وبالرغم من مرور عقد من الزمان على منح قطر حق استضافة كأس العالم ، كان استغلال العمال الأجانب في قطر والإساءة إليهم أمرين منتشرين حيث تعرض هؤلاء للعمل القسري وعدم تقاضي الأجور وساعات العمل المفرطة .

كشفت العديد من التقارير الدولية لمقرري منظمة الأمم المتحدة المعنيين بحقوق الإنسان، فضلا عن تقارير متواترة لكثير من المنظمات الحقوقية غير الحكومية عن وقوع العمال الأجانب في قطر في براثن حلقة من الانتهاكات الأخرى منها على سبيل المثال لا الحصر: المستويات العالية من ديون العمال الناجمة عن ممارسات التوظيف غير القانونية وغير الأخلاقية والتأخير في دفع الأجور وعدم دفعها والعوائق التي تحول دون تحقيق العدالة عند انتهاك الحقوق، وحظر إنشاء النقابات العمالية والتقاعس عن إنفاذ قوانين العمل ومعاقبة أرباب العمل الذين يسيئون إلى عمالهم .

ولايزال أرباب العمل في قطر يتمتعون بالحق القانوني في إلغاء تصاريح إقامة العمال أو توجيه تهمة "الهروب" ضد العمال الأجانب الذين يتركون وظائفهم دون إذن فيفقد العمال الوافدون حقهم في البقاء في قطر وبالتالي يواجهون الاعتقال والترحيل .

هذا النظام يديم اختلال توازن القوى لصالح أرباب العمل ويزيد من مخاطر الانتهاكات العمالية ، بالإضافة إلى ذلك يبدو أن عملية مصادرة جواز السفر لا تزال منتشرة على نطاق واسع لا سيما بين عمّال وعاملات المنازل البالغ عددهم 173000 ، كما يصعب على العمال الذين ليس لديهم جواز سفر مغادرة البلاد أو تغيير وظائفهم حتى لو كان بإمكانهم الآن القيام بذلك دون إذن صاحب العمل .

يعاني الآلاف من العمال الأجانب في قطر من تأخر في دفع الأجور أو عدم دفعها فبعد الحصول على قروض ذات فائدة عالية في كثير من الأحيان لدفع رسوم توظيف مكلفة وغير قانونية يمكن أن تكون هذه التأخيرات مدمرة للعمال خاصة عندما لا يدعمون أنفسهم فحسب بل أسرهم في بلدانهم الأصلية. 

الشعارات والبيانات وحتى التشريعات غير القابلة للتطبيق لن تجد أي فتيل في تغيير السجل الحقوقي الأسود لقطر ، لكن العبرة تكمن في وضع القواعد القانونية التي تحمي حقوق العمالة الأجنبية من خلال التشريعات الواضحة وضمان حسن تطبيق تلك القواعد بواسطة القضاء، واتخاذ الوسائل الكفيلة بردع من يعتدي على تلك الحقوق بما تملكه الدولة من سلطات تنفيذية .